ادلب – NPA
تسببت الحملة العسكرية الأخيرة، التي تنفذها القوات الروسية والقوات الحكومية السورية، في جنوب إدلب وشمال غرب حماة، بحركة نزوح واسعة في صفوف المدنيين.
مراسل “نورث برس” رصد حركة نزوح كبيرة، شملت عشرات آلاف المدنيين، منذ نهاية نيسان / أبريل الفائت من العام 2019، فراراً من القصف المكثف من سلاحي الجو الروسي والسوري، والقصف البري على المنطقة، فيما تركزت حركة النزوح نحو الشمال السوري.
كذلك انطلق النازحون في غالبيتهم من بلدات كفرنبودة وقلعة المضيق والهبيط ومناطق أخرى من جبل شحشبو وسهل الغاب والريف الجنوبي لمحافظة إدلب.
حملة تصعيد القصف من القوات الحكومية والقوات الروسية، تسببت بدمار وأضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة، من منازل ومرافق خدمية وصحية وأسواق شعبية، لتتسع رقعة الدمار في المحافظتين.
حركة النزوح التي رصدها مراسل “نورث برس” كانت في بدايتها نحو جبل شحشبو، إلا أن اتساع رقعة العمليات العسكرية، نحو جنوب إدلب وجبل الزاوية وسهب الغاب، تسببت بتصاعد النزوح، نحو شمال إدلب وريف عفرين.
القوات الحكومية والقوات الروسية عمدت لقصف مراكز طبية ومراكز تعليمية، بهدف الضغط على السكان للنزوح بأعداد أكبر، وفقاً لما أكده الأهالي، في الوقت الذي أكد فيه مدير فريق منسقو الاستجابة, محمد حلاج, لـ “نورث برس” ، التردي الكبير في الأوضاع الإنسانية للنازحين.
وقال حلاج “بالنسبة للوضع الإنساني للنازحين، معروف أنه سيئ للغاية، حيث أن النزوح هذه المرة صعب, نتيجة الكثافة الهائلة في أعداد النازحين.”
وأضاف حلاج “هنالك بلدات وقرى تم السيطرة عليها بالكامل، الأمر الذي تسبب بنزوح نحو نصف مليون منذ الثاني من شباط / فبراير حتى اليوم.”
ونوه حلاج إلى أن البرامج الخدمية المقدمة الآن، هي برامج طوارئ، في ظل متابعة العمل على البرامج الغذائية، وتأمين السكن لهم، كما تسببت ضخامة الأعداد بعدة مشاكل، بخاصة أن المواد الغذائية المقدمة، لا تكفي الكم الهائل من النازحين.
واعتبر مدير فريق منسقو الاستجابة، امتداد حملة القصف على مدينة خان شيخون وبقية قرى جبل الزاوية، سبباً في تزايد النزوح باتجاه الشمال السوري، “في ظل عدم توفر مساكن أو مخيمات تكفي كمية الاعداد المتجهة للمناطق الآمنة نسبياً”.
وأضاف حلاج قائلاً “تزايد النازحين جاء بسبب استمرار القصف والنزوح المتتابع، كما أن هذا الارتفاع المتتالي خلال فترات زمنية متقاربة، سبب لنا عدة عثرات في التوثيق”، لافتاً إلى أن فريقه يجدد الإحصائيات بشكل أسبوعي للتوصل لأعداد أكيدة وموثقة، وأن لا آليات لتدارك ذلك طالما استمر العمل العسكري.
مدير فريق منسقو الاستجابة زوَّد وكالة “نورث برس” بالإحصائية الأخيرة للنازحين خلال 3 حملات عسكرية نفذتها القوات الحكومية السورية، منذ تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، وبلغت نحو /540/ ألف شخص، فيما بلغ تعداد النازحين في الحملة الأخيرة منذ بداية شباط / فبراير وحتى اليوم، قرابة /458779/ نسمة.
ولا تزال أعداد النازحين في تزايد، وسط ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، يعاني منها النازحون، نتيجة تراجع الخدمات المقدمة من قبل الجهات الإغاثية والإنسانية، ونتيجة العواصف المطرية التي ضربت مخيمات الشمال السوري مؤخراً منذ نهاية العام 2018.