أهالي أكبر أحياء كوباني يطالبون الإدارة الذاتية بتأمين مياه الشرب

كوباني- فتاح عيسى/جهاد نبو- NPA
 
لا تزال بعض الأحياء في مدينة كوباني وخاصة تلك التي تقع على أطرافها، دون مياه، ورغم أن مديرية المياه قامت مؤخراً – مطلع العام الحالي – بتوسيع شبكة مياه الشرب في بعض الأحياء, إلا أن أحد أكبر أحيائها “خبات كار” يعاني من أزمة في تأمين مياه للشرب.
حيّ “خبات كار” يمتد من مدخل مدينة كوباني إلى مؤسسة إعادة الإعمار في القسم الجنوبي من المدينة، ويعاني من نقص الخدمات بشكل عام.
آبار
وتعتبر مشكلة مياه الشرب في الحي مشكلة قديمة تعود لأيام وجود الحكومة السورية في المدينة، حيث يعتمد معظم أهالي الحي – الذي يمتد لـ//2كم تقريباً – على مياه الآبار الجوفية، والصهاريج بشكل شبه يومي.
نجيب صالح بكو، أحد القاطنين في الحي يمتلك بئراً جوفياً للمياه بجانب منزله, أوضح لـ”نورس برس” أنهم يعتمدون بشكل رئيسي على مياه الآبار وفي حال انخفاض مستوى المياه، يضطرون للشراء من الصهاريج.
نجيب صالح بكو، أحد القاطنين في الحي

ويعبر بكو عن معاناة الأهالي من مشكلة تأمين المياه قائلاً: “حفر الآبار يكلف مبالغ كبيرة، هناك من يحفر بئراً دون جدوى، جارنا حفر أربعة آبار دون جدوى، وهناك فقراء لا يستطيعون تحمل تكاليف حفر الآبار وشراء مولدات المياه (الغطاسات)” مشيراً إلى أن هناك آبار مياهها غير صحية.
 ويطالب بكو البلدية بتوسيع وتمديد شبكة مياه الشرب في الحي، حيث تعتبر مياه الشبكة معقمة ونظيفة مقارنة بمياه الآبار، كما أن تعبئة المياه من الصهاريج تعتبر مكلفة للأهالي.
التكلفة
وتختلف تكلفة خزان المياه من الصهاريج حسب كمية المياه وبُعد المكان عن الخزان لتتراوح تكلفة الخزان بين /800ـ 1200/ ليرة سورية، وهي ما تشكل عبئاً إضافياً على المواطنين في الحي، حيث يضطر الأهالي إلى تعبئة خزانات المياه التي تسع خمسة براميل، مرة كل يومين.
خليل تمو, المقيم في حي “خبات كار”, أشار إلى أنهم  يقومون بجلب المياه من الجيران أو شرائها من الصهاريج، مشيراً إلى غلاء سعر خزان المياه.
 ويوضح تمو، أن مياه الآبار التي يعتمدون عليها للشرب وبقية الأعمال المنزلية تعتبر غير صحية، قائلاً “عندما نضع مياه البئر في الخزان تظهر بعض الديدان داخل المياه”.  
خليل تمو, امقيم في حي “خبات كار”

ويؤكد تمو أن الحي أصبح داخل المخطط التنظيمي للمدينة قبل عشر سنوات، الأمر الذي يستوجب على البلدية تقديم الخدمات فيها وخاصة مياه الشرب والصرف الصحي.
وتصل مياه الشرب إلى المدينة من نهر الفرات عبر محطات ضخ وتحويل وخزانات تقع في القرى الغربية لكوباني، فتعقم عبر مراحل، قبل أن تصل لسكان المدينة.
ويبيع مالكو الآبار، المياه للصهاريج، التي تبيع بدورها للمواطنين من أجل الاستخدام المنزلي أو أعمال البناء والزراعة, فالصهريج الذي يتَّسع لـ/20/ برميلا يتم بيعه بمبلغ750/ / ليرة سورية (دولار ونصف الدولار).
صبري خليل مسلم, صاحب خزان سعة /180/ برميلاً، تحدث لـ”نورث برس” قائلاً “أقوم بتعبئة الخزان أكثر من مرة يومياً، لبيع المياه لأكثر من25/ / صهريجاً بشكل يومي”. مشيراً إلى أنه يقوم بتعقيم الخزان والمياه كل فترة.
من جانبه أوضح حمزة أحمد, صاحب أحد الصهاريج سعة عشرين برميلاً، أنه يقوم بتعبئة الصهريج عدة مرات في اليوم كي يستطيع تأمين طلبات الأهالي. 
حمزة أحمد, صاحب أحد الصهاريج

البلدية 
تعرضت شبكات المياه في مدينة كوباني أثناء المعارك الطاحنة التي دارات بين وحدات حماية الشعب وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لدمار كبير شبه كلّي.
وعملت “بلدية الشعب” في كوباني، بمساعدة من بعض المنظمات الدولية على صيانة خطوط شبكات المياه والصرف الصحي داخل المدينة، لكن بعض الأحياء مازالت تعاني من أزمة في وصول مياه الشرب إليها. 
وتقول الرئيسة المشاركة لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في إقليم الفرات، زينب نعيم, إن المنازل في حي “خبات كار” كانت قليلة بشكل عام بعد “تحرير المدينة”، مشيرةً إلى أن التوسع العمراني في الحي زاد خلال السنوات الأربع الأخيرة.
الرئيسة المشاركة لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في إقليم الفرات، زينب نعيم

كما أشارت إلى “الإمكانيات المحدودة” التي كانت “عائقا” لعدم إنجاز البلدية صيانة وتوسيع الشبكة في كامل المدينة.
وأكدت الإدارية، أن الهيئة ستقوم بالتعاون مع “مديرية المياه” خلال الشهر القادم بدراسة مشروع لتوسيع الشبكة في حي “خبات كار” بعد الانتهاء من توسيع الشبكة في حي “كانيا كردان” شمال شرقي المدينة.
يذكر أن الخزان الذي يزود مدينة كوباني بالمياه يقع غرب المدينة بــ/5/كم وتبلغ سعته  /10/ آلاف م3، ويتم ضخها إلى الأحياء بالتناوب مرة كل يومين لمدة ست ساعات.