تنذكر وما تنعاد.. عبارة توحّد اللبنانيين في الذكرى الـــ/44/ لحربهم الأهلية

لبنان/بيروت – ليال خروبي – NPA
“تنذكر تَ ما تنعادْ” شعارٌ يظلّلُ إحياء اللبنانيين للحرب بشكلٍ سنويّ، وتكادُ تكونُ العبارة الموحّدة الوحيدة التي خرج بها اللبنانيون من الحرب الأهليّة التي عصفت بهم خمسة عشر عاماً متتالياً، وخلّفت وراءها مئة وخمسين ألفَ قتيلٍ وسبعة عشر ألف مفقود, وخسائر مادّية مباشرة أصابت الاقتصادَ اللبناني قدّرت بنحو خمسة وعشرين مليارَ دولارٍ أمريكي.
وكالةُ “نورث بريس” جالتْ في بيروتْ ورصدَتْ الفعاليّات التي نُظّمتْ في هذه الذكرى، إذ  أنْعشتْ نقابة المصورين الصحفيين اللبنانية شريطَ الذّاكرة بمعرضِ صورٍ نُظّمَ في متحفْ بيت بيروت بمنطقة السوديكو، تحت عنوان “ذكرى وعبرة” ضمَّ مئةَ صورةٍ التُقِطتْ للحرب.
نقيبُ المصوّرين الصحفيين في لبنان عزيز شريف طاهرْ الذي وثّقَ الحربَ بعدسته, قال :” في الحرب لا توجد صورة مميزة وصورة غير مميزة، كلّ صورِ الحربْ قبيحة، وحتىّ السّاعة لا أزالُ ملتزماً بتغطية كل فعاليات أهالي المخطوفين ومجهولي المصير,  وهذا المعرضُ هو بالدرجة الأولى عبرة للجيل الجديد كي يروا قتامةَ الحرب ولا يقعوا بنفس أخطاء الماضي.” 
وفي بيروت أيضاً، اجتمعَت مجموعة من المقاتلين القدامى في الحرب الأهلية مع مجموعة من الشباب اللبناني والسّوري ضمن فعاليةٍ نظّمتها مكتبة الحلبي في منطقة قصقص، حيثُ سردَ هؤلاء المقاتلون السابقون، المنضوون تحت لواءِ جمعية “محاربون من أجل السلام”، تجربتهم في الحرب وما بعدها.
 واستمعَ الشبابُ لما يشبه مونولوج عاطفي وفكري خاضهُ المحاربون مع أنفسهم، مما شجع الشّبابِ اللبناني والسّوري لطرح تساؤلاتٍ حولَ الحروبِ الأهليّة وضرائبها وقضاياها، وتركّزت مداخلات الشبان السوريين حولَ العدالة الانتقاليّة ما بعدِ الحرب ومصيرْ القضايا التي بُذلتْ الدماءُ في سبيلها بعد ان وضعت الحرب أوزارها.
“نورث بريس” التقت  رئيس جمعية محاربون من أجل السلام, زياد صعب, الذي قال”: عندما نتحدث عن الحرب فنحن نتحدث عن أضرار على المستويين المادي والإنساني، وعندما يقتل الإنسان فهو يقتل جزءاً من نفسه قبل أن يقتل الآخر، والندم على الأرجح لا ينفع ولكن واجبنا نحن أن نوصل للجيل الجديد أن الحرب لا توصل لمكان”.
بدوره أشار أسعد شفتري نائب رئيس الجمعية : “عبرتي النهائية من الحرب هي:  كُنْ أنت التغيير الذي تريده في وطنك، وبالنسبة لي لم تكن صحوة فكريّة، بل كانت صحوة إنسانية وروحية”.     
الشّرخُ الذي أصابَ هوية اللبنانيين الوطنيّة وقسّمها على أساسٍ طائفيّ ومذهبيّ لا يزالُ حاضراً في مختلفِ أوجهِ حياتهم رغم مرور /44/ عاماً، ولكنْ وسطَ كلّ ترسّباتِ الحربْ تظلُّ السنوات السّوداء التي انطلقَ قطارها في /13/ نيسان /1975/  لعنةً عابرةً للطوائف والمذاهبْ بالنسبة لهم.