المانيا – شرفان علو – NPA
حاول الكثير من السوريين عند وصولهم إلى البلدان الأوربية، الاندماج والانخراط بالمجتمع بشتى الوسائل لبدء حياة جديدة والتأقلم مع العادات والتقاليد الأوروبية، وبنفس الوقت الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم وإظهارها للمجتمع بأفضل ما يمكن، ومن تلك الطرق التي مارسها السوريون بالاندماج هي الموسيقا والغناء.
الموسيقا لكسر الصورة النمطية
الأخوان حمزة(28 عاماً) وعباس(27 عاماً) القباني, اللذان بدأت رحلتهما, بحراً إلى اليونان ثم براً إلى ألمانيا, أواخر عام 2015 تحدثا لـ”نورث برس” عن الصعوبات التي واجهتهم وطرق تغلبهم عليها.
بدأ الأخوان الغناء وعزف الموسيقا على آلة العود والإيقاع بأماكن إيواء اللاجئين, حيث كانا يقيمان في البداية، وبالاشتراك مع منظمات ألمانية معنية بمساعدة اللاجئين، ومن خلال تلك النشاطات استطاعوا توسيع علاقاتهم أكثر في مجال الفن.
حمزة، الذي يعزف على آلة العود شارك أربع مرات في اوركسترا أم كلثوم، إلى جانب ٢٢ موسيقار من مختلف الدول الأوروبية في مدينة برلين. ويقول “استطعنا كسر الصورة النمطية عن اللاجئين السوريين.”
وأوضح الأخوان أن العزف والغناء ساعدهما كثيراً على الاندماج والاختلاط بالمجتمع الألماني، ليشكلوا علاقات واسعة مع فنانين ومواطنين ألمان.
تسهيل للاندماج
زكريا حسين (٢٤ عاماً) وصل من مدينة عفرين إلى ألمانيا عام 2015 أملاً ببدء مستقبلٍ جديد والعزف على آلته مجدداً، لكن لم يحالفه الحظ في البداية لصعوبة التعرف على الألمان والانخراط في المجتمع.
وقبل عام, شارك حسين في حفلة بين مدينتي كولن ودوسلدوف كعازف على البزق, وكان من ضمن الحضور كروب موسيقي وأشخاص ألمان. حيث تعرف عليهم ودعوه للعزف في أمسية ثقافية.
يقول حسين : “شكلنا مؤخراً مجموعة موسيقية تدعى ‘Band 5000Miles’ أعضاؤها من مختلف دول العالم”.
ورغم أنه كان محبطاً في البداية, لكن زكريا متيقن الآن أنه يستطيع النجاح وايصال عزفه إلى مسامع أشخاص من جنسيات متنوعة.”
فيليب مولر، شاب ألماني يعزف على آلة الكمان، يجد أن الموسيقا تزيل الحواجز بين المجتمعات “هي من الطرق التي تسهل الاندماج والتبادل الثقافي”.
يضيف مولر، أنه عزفه لعدة مرات مع عازفين من مختلف دول العالم ومن بينهم سوريون، أفسح المجال للحديث عن الاختلاف ما بين الموسيقا الشرقية والغربية وإمكانية دمجها عدة مرات.
و يختتم مولر في حديثه مع “نورث بريس” قائلاً “الموسيقا لغة جيدة للتقارب بين الألمان والسوريين وبين جميع الشعوب بشكل عام، وعلى الجميع إقامة نقاشات وأمسيات من هذا النوع للاندماج وإزالة حالة الخوف بين جميع الأطراف”.