المرشح الديموقراطي جو بايدن.. الاستراتيجيات المحتملة للشرق الأوسط
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
يحاول المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، أن يبتعد عن خطاب الرئيس ترامب غير المبالي بالقيم التي تطالب الولايات المتحدة باحترامها في الشرق الأوسط مثل ملفات حقوق الإنسان والحريات الدينية.
ودعا جو بايدن الرئيس التركي رجب أردوغان إلى التراجع عن قرار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، وأدان ما سماه انتهاكات لحقوق الإنسان في "مصر".
وكتبت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، أن "واحدة من أهم التحديات التي سيواجهها جو بايدن إذا ما فاز في الرئاسة هي التعامل مع الشرق الأوسط، المنطقة الملتهبة والهامة بالنسبة للولايات المتحدة والتي حاولت إدارة ترامب تجاهلها أو على الأقل التقليل من أهميتها".
ويتمحور تحدي بايدن بحسب الصحيفة، حول "بناء نهج أمريكي وسياسات مستقبلية للشرق الأوسط تنجح في تحقيق التوازن الدقيق ما بين إعادة تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة وعدم الانجرار الكامل إلى نزاعاتها المتقلبة والكثيرة".
وتقول "الاندبندنت" إن تناقضات الرئيسين أوباما وترامب في الشرق الأوسط تنطبق أيضاً على بايدن، ففي مقابلة أجراها في العام 2007، يصف بايدن نفسه بأنه "صهيوني" و"مؤيد قوي لإسرائيل"، لكنه يعارض أيضاً ضم أجزاء من الضفة الغربية. كما يريد فتح "حوار" مع الفلسطينيين ليشمل هذا الحوار استئناف المساعدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية، واستعادة دبلوماسية منظمة "التحرير الفلسطينية" في العاصمة واشنطن.
وفيما يتعلّق بمسألة الاتفاق النووي الإيراني، لا تزال تصريحات بايدن غير واضحة ويلفّها الغموض حول ما سيفعله مع إيران، فمن ناحية كان بايدن قد أوضح بأنه مستعد للعودة إلى الاتفاق النووي إذا امتثلت إيران لشروط الاتفاق، إلا أن بايدن نفسه له تصريحات سابقة قال فيها إن "اتفاق العام ٢٠١٥" ليس إلا نقطة انطلاق وأنه سيعمل على توسيع القيود على إيران.
أما فيما يتعلّق بالسعودية، وعلى الرّغم من انتقادات بايدن لها، وتوعّده بوقف مبيعات الأسلحة المتعلقة بحرب اليمن، إلا أن مقال "الاندبندنت" يتوقّع سياسات مشابهة لسياسات أوباما مع السعودية.
وترى الصحيفة البريطانية أن بايدن الذي لن يبتعد كثيراً عن مسار أوباما في السياسات الخارجية، سيركّز استراتيجيته على إبقاء عدد من القوات في الشرق الأوسط لضمان عدم عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقيام بدوريات في مياه الخليج لضمان أمن المنطقة في مواجهة اعتداءات إيران والتهديد الوشيك الذي يخشى منه حلفاء الولايات المتحدة وهو توسّع النفوذ التركي.
وبينما وصف حلفاء الولايات المتحدة إدارة الرئيس "أوباما" بأنها غير جديرة بالثقة، حيث أدى عهد أوباما إلى صعود "الإخوان المسلمين" في مصر وغيرها، يرى مقال "الاندبندنت" أن ترامب لم يفعل للمنطقة أي شيء أفضل من سلفه أوباما، حيث يُتّهم ترامب بأنه من منح الضوء الأخضر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل في سوريا رغم ما يشكلّه النفوذ التركي من قلق وتهديد للحلفاء.