واشنطن – هديل عويس – نورث برس
انضمت بريطانيا، أمس الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة في موقفها بحظر شبكة الجيل الخامس المرتبطة بشركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي"، الأمر الذي يعتبر انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لإدارة الرئيس ترامب في إطار سياساتها الحمائية مع الصين.
وجاء القرار البريطاني مفاجئاً بعد أشهر من موافقة بريطانيا على المشاركة بشكل محدود في بناء شبكة البيانات اللاسلكية الخاصة لـ"هواوي" في بريطانيا لتتراجع حكومة بوريس جونسون، أمس الثلاثاء عن قرارها.
وأعلنت المملكة المتحدة أنها ستطبق حظراً كاملاً على مشغلي الاتصالات الذين سيشترون معدّات الـ"5G" الخاصة بـ"هواوي".
وكانت إدارة الرئيس ترامب قد هدّدت حلفائها الأوروبيين من وقف التعامل معهم في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية ما لم يتم منع شركة الاتصالات الصينية من النشاط في بلدانهم.
وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، تيد كروز، أن القرار الذي اتخذته بريطانيا "مرحب به جداً في الولايات المتحدة وسيعمّق التحالف الأمريكي البريطاني"، حيث ستلعب العقوبات البريطانية دوراً حاسماً في التأثير على تقنيات هواوي التي تعد جزءاً لا يتجزأ من عمليات التجسس العالمية التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني ما يعرّض الأمن القومي الأمريكي والبريطاني للخطر.
ويقول أبراهام نيومان، دكتور العلوم السياسية السيبرانية، في جامعة "جورج تاون" الأمريكية، إنه كان على الحكومة البريطانية وغيرها من حكومات الدول الصديقة للولايات المتحدة أن تأخذ هذا القرار في مرحلة ما لأن الولايات المتحدة بدأت تستخدم وتنتج معدّات الكترونية متناقضة مع ما تنتجه "هواوي"، وبالتالي التعامل مع الجانبين لن يكون ممكناً في المستقبل البعيد حيث يحرم القرار البريطاني "هواوي" من الدخول إلى مركز رئيسي لأهم شبكات المعلومات في العالم.
ويقول نيومان، "بينما يعتبر هذا القرار انتصاراً كبير للأمن الأمريكي إلا أنه سيوّلد سبباً جديداً للتصعيد مع الصين على نطاق أكبر هذه المرة"، فالعقوبات البريطانية تعني حرمان قوة عظمى من الوصول إلى أدوات تكنولوجية هامة ومنطقة محورية وهذا يؤدي إلى اختلالات في التوازن ستقود حتماً إلى زعزعة استقرار العالم على المدى الطويل، حيث تتوعّد الصين بريطانيا بالرد، كما أعلنت أيضاً أنها ستستهدف الولايات المتحدة أيضاً بقرارات تصعيدية.