مراقبون: إسرائيل تحاول الحياد في الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

تحاول إسرائيل التزام الصمت والحياد إزاء التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، بالرغم من أنها محسوبة على حلف الولايات المتحدة التي أصدرت وثيقة محدثة بشأن "التوجه الاستراتيجي الأمريكي إزاء الصين"، في 20 أيار/مايو 2020، تجسد الفجوة النظرية والسياسية التي تفصل بين الزعامتين في بيكين وواشنطن، بحسب مراقبين.

 

وكجزء من الضغط الأمريكي لمنع الشركات الصينية للفوز بمناقصات تتعلق بالبنية التحتية في إسرائيل، فقد شكلت الزيارة القصيرة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى تل أبيب في 13 أيار/مايو بالنسبة إلى الصينيين نموذجاً إضافياً للنشاط الأمريكي ضدها.

 

وشدد الرد الرسمي على الزيارة الذي صدر عن السفارة الصينية في إسرائيل في 15 أيار/مايو الماضي، على أن "وزير الخارجية يكرر فكرة قديمة تتعلق بـ"التخوف الأمني"، من دون تقديم أي دليل فعلي، وذلك للإضرار بالعلاقات التجارية بين الصين وإسرائيل".

 

وتشدد قراءات "الأمن القومي الإسرائيلي" على أن الصين تدرك جيداً العلاقات الاستراتيجية العميقة لإسرائيل مع الولايات المتحدة.

 

وإلى جانب ذلك، جرت المحافظة على العلاقة الإيجابية بين الشعب الصيني واليهود على مر السنوات، وتعززت داخل الحزب والجمهور الصيني صورة إسرائيل كدولة قوية مبدعة يمكن التعلم منها كثيراً في مجال الابتكارات والتكنولوجيا، بحسب ما تقوله تل أبيب.

 

وفي السياق، يؤكد الخبير الإسرائيلي بالشأن الصيني ايال بروفر، في مقال كتبه، أمس الجمعة، أنه "في النظرة الصينية، إسرائيل ليست في وسط ساحة الصراع الدائر بين الدولتين العظميين، وكونها حليف قوي للولايات المتحدة، لا يعني ذلك منع تطوير العلاقات التجارية معها على أساس مدني".

 

ويضيف، "الصين نفسها تدير شبكة علاقات متوازية مع دول بينها عداء في الشرق الأوسط، مثل إيران والسعودية وإسرائيل، وهي تفرّق بين المواقف والتصريحات السياسية وبين النشاطات الاقتصادية والتجارية".

 

ونصح بروفر، إسرائيل أنه بالإضافة إلى المحافظة على علاقتها الاستراتيجية الخاصة بالولايات المتحدة، يتعين على إسرائيل فهم وجهة النظر الصينية والتعرف على هامش مرونتها، والامتناع عن إعطاء تصريحات لا فائدة منها، ومن القيام بخطوات تصعيدية يمكن أن تؤذي النسيج الهش للعلاقات التي بُنيت مع الصين في السنوات الأخيرة.