"عنصرية في كل زاوية من زوايا البلاد".. المحتجون يسقطون تماثيل لرموز أمريكا

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

 

أعلنت سلطات ولاية "نيو ميكسيكو" الأمريكية، أمس الثلاثاء، عن إصابة رجل بطلق ناري في مظاهرة حاول فيها المحتجون إسقاط تمثال برونزي لأحد الفاتحين الإسبان من القرن السادس عشر.

 

ووقع اشتباك الاثنين الماضي، بين محتجين أرادوا إسقاط تمثال خوان دي اونيتي من جهة، وأفراد مسلحين منتمين لجماعة أهلية يمنية تسمي نفسها بـ"حرس نيو ميكسيكو" المدني، حيث حاول الحرس الأهلي منع المحتجين من إسقاط التمثال.

 

وبحسب مايكل جير قائد شرطة ألباكركي في نيو ميكسيكو، فإن الشرطة تتلقى بلاغات عن احتمال تورط بعض أفراد لجان الأمن الأهلية في التحريض على العنف.

 

وأشارت صحف الولاية المحلية، إلى أن المتظاهرين شكلوا سلسلة حول التمثال وبدأوا في جرّه وسط هتافات "اهدمه"، ليتم سماع صوت طلقات نارية أصابت أحد المتظاهرين.

 

وشهدت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الأسابيع الأخيرة، إسقاط تماثيل عدد من الرموز الأمريكية والمعالم "الكونفدرالية" للغزاة الأوروبيين مثل "كريستوف كولومبوس" حيث يرى المتجول في هؤلاء رمزاً للعنصرية في أمريكا.

 

وتقترح فئة من المجتمع الأمريكي بأن الآباء المؤسسون، والغزاة الأوروبيون، ورموز الكونفدرالية في الحرب الأهلية هم رموز ارتبطت تاريخياً بجلب الأفارقة إلى الولايات المتحدة ليعملوا فيها كعبيد في مزارع الدولة الحديثة، وأن أسمائهم التي يراها الأمريكيون في كل زاوية من زوايا بعض الولايات الأمريكية

يجب أن تزول.

 

ويرى المحتجون أن حمل مئات المدن الأمريكية لأسماء شخصيات مثل روبرت اي لي، وستونوول جاكسون، اللذان قادا الجيش الكونفدرالي المؤيد للرق والعبودية في الحربة الأهلية 1861-1865، هو دليل دامغ على عدم تخلص أمريكا من العنصرية الممنهجة ومزاعم "التفوق الأبيض" الذي اعتقدت به هذه الرموز، بينما يرى المدافعون عن إبقاء هذه الرموز أنها جزء من تراث الولايات الجنوبية في أمريكا ومحوها يعني محو تاريخ هذه الولايات.

 

وتقول ليسيا بروكس، مسؤولة منظمة حقوقية في مدينة مونتغمري في ألاباما، إن إجبار الأطفال السود على الذهاب إلى مدرسة تحمل اسم شخص قاتل من أجل تجريدهم من إنسانيتهم  هو أمر خاطئ وغير عادل" حيث تحمل حتى اليوم شوارع وتماثيل ومدارس بعض المدن ذات الغالبية السوداء، أسماء رموز جنوبية قاتلت للإبقاء على استقلال ولايات الجنوب للاحتفاظ بحق ولاياتهم بامتلاك "عبيد".

 

إصلاح محدود

 

ووقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، مرسوماً يأمر بإجراء إصلاح محدود في جهاز الشرطة، في محاولة للردّ على احتجاجات تاريخية رفضاً لعنف الشرطيين والعنصرية.

 

وأوضح ترامب بعد لقائه عائلات أفراد سقطوا ضحية عنف قوات الأمن أو العنصرية، أن القرار يشمل منع اللجوء إلى وضعية الخنق "إلا إذا كانت حياة الشرطي في خطر"، وأن المرسوم "يشجع" آلافاً من وحدات الشرطة الأمريكية على التزام "أرقى المعايير المهنية".

 

وعبر هذا المرسوم أعلن ترامب أنه يريد تقديم "مستقبل آمن للأميركيين من كافة الأعراق والأديان والألوان والمعتقدات".

 

وقال إن "الأمريكيين يعرفون الحقيقة: من دون شرطة ومن دون قانون تسود الفوضى، ومن دون أمان تعمّ الكارثة".