ترامب يأمر بسحب الحرس الوطني من واشنطن: "الأمر تحت السيطرة الكاملة"

نورث برس

 

أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن، معتبراً أن الوضع بات "تحت السيطرة الكاملة".

 

وجاء أمر ترامب، بعد يوم جديد من التظاهرات السلمية الحاشدة شهدتها مختلف مناطق الولايات المتحدة.

 

وتعهّد الديمقراطيّون الأحد، الدفع قدماً باتّجاه القضاء على العنصريّة المتأصّلة في صفوف قوّات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، في مؤشّر إلى بداية انتقال معركة التغيير التي انطلقت على خلفيّة قضية الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض، من الشوارع إلى أروقة المعترك السياسي، بحسب ما نقلته "فرانس برس"، عن مراقبين.

 

وتواصلت التظاهرات في عدة مدن أمريكية، الأحد، حيث ركز المتظاهرون خلالها على إصلاح الشرطة والعدالة الاجتماعية.

 

وأعلن أعضاء المجلس البلدي في مينيابوليس، الأحد، أنّه سيتمّ "تفكيك" جهاز الشرطة في هذه المدينة الأمريكية التي قضى فيها فلويد خلال توقيفه على يَد شرطي أبيض.

 

وقالت رئيسة المجلس البلدي ليزا بيندر، لشبكة "سي ان ان"، "نحن ملتزمون تفكيك أجهزة الشرطة كما نعرفها في مدينة مينيابوليس وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامّة يحافظ بالفعل على مجتمعنا آمنًا".

 

ومن المتوقع أن تقدم كتلة الأعضاء السود في الكونغرس، اليوم الاثنين، اقتراح قانون يرمي إلى تفعيل آليات محاسبة الشرطة، بحسب ما أفادت مصادر لـ"فرانس برس".

 

ويهدف مشروع القانون إلى تسهيل مقاضاة عناصر الشرطة على خلفية حوادث مميتة، وحظر أسلوب التوقيف القائم على الخنق الذي أدى إلى موت فلويد وطلب استخدام كاميرات تُثَبّت على زي الشرطيين وإعداد قاعدة بيانات وطنية لتسجيل سوء سلوك الشرطة.

 

إلا أن وزير العدل الأمريكي وليام بار، عارض أي خطوة تحدّ من حصانة عناصر الشرطة.

 

وقال بار لشبكة "سي بي اس" الأمريكية "لا أعتقد أنّ هناك ضرورة لتقليص الحصانة من أجل ملاحقة شرطيّين سيّئين، لأنّ هذا الأمر سيؤدّي حتماً إلى تراجع الشرطة" عن أداء واجبات إنفاذ القانون اللازمة.

 

وسيلتقي المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، اليوم الاثنين، في هيوستن، عائلة فلويد عشية جنازته، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".

 

وما يعكس تزايد الأزمة بين البنتاغون والبيت الأبيض، ردود فعل كبار المسؤولين العسكريين المتقاعدين المنددة بمقاربة ترامب الصارمة تجاه الاحتجاجات وسعيه لإخمادها، مع العلم أن العادة جرت أن يتحاشى هؤلاء انتقاد الرئيس.

 

وكان وزير الخارجيّة الأمريكي الأسبق كولن باول، قد قال أمس الأحد، إنّه سيصوّت لبايدن في الانتخابات الرئاسيّة في تشرين الثاني/نوفمبر، معتبراً أنّ ترامب "يحيد" عن الدستور.

 

وقال باول وهو جمهوري معتدل إنّ ترامب أضعف موقف الولايات المتحدة في العالم.

 

ورداً على تصريحاته، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كولن باول، مؤكداً أنه كان سبباً في توريط أمريكا في حروب الشرق الأوسط الكارثية.

 

وكتب على"تويتر"، أمس الأحد: "كولن باول هو المسؤول الفعلي عن جر أمريكا إلى الحروب الكارثية في الشرق الأوسط".

 

من جانبها، صرّحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، التي خلفت باول في المنصب في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش لشبكة "سي بي اس" أنّها كانت "بالتأكيد" لتنصح ترامب بالامتناع عن أيّ زج للجيش في السعي لاحتواء احتجاجات سلميّة.

 

وقالت رايس، والتي تعتبر أوّل أمريكيّة من أصول إفريقيّة تتولّى وزارة الخارجيّة، "هذه ليست ساحة معركة".

 

بدورهم، دافع مسؤولو الإدارة الأمريكية عن مقاربة ترامب فيما يتعلق بالاضطرابات.

 

وصرح وزير الأمن الداخلي تشاد وولف لشبكة "ايه بي سي" الأمريكية أن واشنطن كانت "مدينة خارج السيطرة".

 

واعتبر أنّ خفض العنف هو نتيجة الجهود التي بذلتها الإدارة، نافياً وجود مشكلة عنصرية متأصّلة في صفوف الشرطة.

 

وتشهد المدن الأمريكية، ومن بينها العاصمة واشنطن، احتجاجات واسعة ضد عنف قوات الأمن والعنصرية أشعلها مقتل فلويد جراء عملية القبض عليه من قبل عناصر شرطة في مينيابوليس يوم 25 أيار/ مايو الماضي.