وزير الدفاع الأمريكي يتراجع عن معارضته لدعوات ترامب نشر الجيش في الولايات
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
تراجع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أمس الأربعاء، عن قرار بسحب قوات الحرس الوطني من العاصمة واشنطن.
وقالت "أسوشيتد برس" إنه في انعكاس مفاجئ، نقض وزير الدفاع مارك إسبر يوم الأربعاء، قراراً سابقاً لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإعادة بضع مئات من الجنود إلى قواعدهم من منطقة واشنطن العاصمة، وسط توترات متزايدة مع البيت الأبيض بشأن الرد العسكري على الاحتجاجات.
وقال وزير الجيش رايان مكارثي، لوكالة "أسوشيتد برس" إن الانعكاس جاء بعد أن حضر إسبر اجتماعًا في البيت الأبيض، وبعد مناقشات داخلية أخرى في البنتاغون. ولم يُعلم ما إذا كان إسبر التقى بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.
وقال مكارثي إنه يعتقد أن "التغيير قام على ضمان وجود دعم عسكري كاف في المنطقة للرد على أي مشاكل احتجاج إذا لزم الأمر".
ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، كايلي ماكيناني، إن وزير الدفاع مارك إسبر لا يزال في منصبه.
وقالت ماكيناني خلال مؤتمر صحفي: "حتى الآن، لا يزال الوزير إسبر في منصبه، وإذا فقد الرئيس ثقته، فسوف نعلم جميعاً ذلك في المستقبل".
وانتشرت في الفترة الأخيرة تكهنات بأن الرئيس دونالد ترامب يريد إقالة إسبر بسبب التعليقات على الاحتجاجات الحالية على مستوى البلاد.
وفي وقت سابق من تراجعه، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أمس الأربعاء، إنه لا يؤيد دعوات الرئيس ترامب لاستخدام قانون العام 1807 لنشر الجيش الأمريكي لمواجهة الاحتجاجات في الولايات الأمريكية إثر مقتل جورج فلويد.
وحملت تصريحات إسبر لهجة معترضة على دعوات الرئيس ترامب الذي هدد بنشر قوات من الجيش الأمريكي لقمع الاحتجاجات إذا لم تسيطر السلطات المحلية للولايات عليها.
وقال إسبر في مؤتمر صحفي الأربعاء، "كنت دائماً ومازلت أعتقد أن الحرس الوطني هو الخيار الأنسب لأداء مهام الدعم المحلي للسلطات في مختلف المدن المحلية عبر تطبيق القانون المحلي للمشكلات المحلية".
وأضاف، "أقول هذا ليس فقط كوزير للدفاع الأمريكي، ولكن أيضاً كجندي سابق وعضو سابق في الحرس الوطني، فخيار استخدام القوات الأمريكية لإنفاذ القانون في الداخل هو ملاذ أخير نستخدمه فقط في أشد الحالات إلحاحاً ونحن لا نواجه واحدة من هذه المواقف الآن بعد".
ويمنع القانون الأمريكي الجيش من تطبيق القوانين بالقوة داخل الأراضي الأمريكية، مع استثناء وحيد يقره قانون "الانتفاضة" و"مواجهة أعمال الشغب للعام 1807 والذي تم استخدامه آخر مرة في العام 1992 من قبل الرئيس السابق جورج بوش الأب بناءاً على طلب من حاكم كاليفورنيا لقمع أعمال شغب "رودني كينغ".
وقال إسبر للصحفيين إنه حين رافق الرئيس ترامب إلى كنيسة القديس يوحنا المجاورة للبيت الأبيض يوم الاثنين، لم يكن يعلم أن الزيارة للكنيسة ستكون مرفقة بصور فوتوغرافية، وكان يعتقد أنها زيارة لاستطلاع الضرر الذي أصاب الكنيسة بعد أن تعرّضت لحريق.
وتشهد المدن الأمريكية، ومن بينها العاصمة واشنطن، احتجاجات واسعة ضد عنف قوات الأمن والعنصرية أشعلها مقتل فلويد جراء عملية القبض عليه من قبل عناصر شرطة في مينيابوليس يوم 25 أيار/ مايو الماضي.