باحث أمريكي: الصين من بدأ الحرب والدول الفقيرة هي أكبر ضحايا الخداع الصيني
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال باحث أمريكي في الشأن الآسيوي، أمس السبت، إن العنوان الأهم للصراع الدائر بين الصين والولايات المتحدة هو أن الأخيرة لم تبدأه بل كانت ترغب باتفاق وانسجام تجاري بين البلدين، والصين هي من بدأ بإطلاق النار.
وأكد روبرت ديالي، في حديث لـ"نورث برس"، أن الانزعاج العالمي من الصين ليس بسبب الاعتقاد بأن الصين تقصّدت صناعة الفيروس وإطلاقه، فالمزاعم حول أن الفيروس خرج من مختبر ووهان ليست صحيحة ولم يتم إثباتها علمياً.
وأرجع الباحث الأمريكي السبب الحقيقي للانزعاج إلى "سلوك الحكومة الصينية الاستبدادي الذي عمل على إخفاء حقيقة الفيروس عن العالم ما أدى إلى انتشاره بشكل سريع وعلى نطاق واسع ليقتل الفيروس مئات الآلاف حول العالم".
وقال، إن العالم كان يأمل أن يعمل مع الصين منذ البداية لتلافي انتشار الفيروس عبر التحقيق المشترك في طرق انتشاره، ولكن الصين امتنعت عن إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالحقيقة لتستمر بإرسال آلاف الرحلات يومياً من ووهان وغيرها من المدن التي انتشر فيها الفيروس إلى دول العالم.
كما طردت الصين الصحفيين الأجانب الذين حاولوا نقل الحقيقة، وسجنت وقمعت صحافييها والأطباء الذين تحدثوا عن الفيروس، بحسب الباحث الأمريكي.
وأشار دالي إلى أن فشل الاستراتيجية الصينية في احتواء الفيروس في مناطق انتشاره أدت إلى انهيار اقتصادي عالمي ومن ضمن ذلك تبعات اقتصادية سيئة في الولايات المتحدة.
وتابع، "إلا أن بلد باقتصاد متين مثل أمريكا تمكن مثلما رأينا مؤخراً من تخصيص ترليونات الدولارات لمكافحة آثار الفيروس الاقتصادية والصحية، بينما ستكون الآثار مدمرة لأجيال بالنسبة لمجتمعات فقيرة بدأ ينتشر فيها مثل بعض مناطق أفريقيا والهند وباكستان التي لا يملك السكان فيها حتى المياه النظيفة لغسل الأيدي، ولا نملك حتى الآن إحصائيات دقيقة عن عدد الضحايا فيها وهؤلاء هم أكبر ضحايا التلاعب الصيني".
غضب أمريكي أوروبي
من جانبه قال باحث في معهد "ويلسون" الأمريكي في مؤتمر إلكتروني، أقامه المعهد، أن المناخ السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا غاضب من تعامل الصين مع انتشار الفيروس بغض النظر عن الانتماءات الحزبية والسياسية.
وأوضح الباحث، أنه وعلى الرغم من محاولات الصين التقارب مع الأوروبيين من خلال تقديم المساعدات الطبية للدول المتضررة إلا أن الموقف الأوروبي يشبه الموقف الأمريكي الراغب بتغيير شكل العلاقة التجارية مع الصين ووقف الاعتماد عليها.
وكانت أهم الأهداف التي سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحقيقها في فترته الرئاسية الأولى هي التوصل إلى اتفاق تجاري عادل للولايات المتحدة مع الصين.
إلا أن الفترة الرئاسية الأولى لترامب والتي شارفت على الانتهاء تأتي في وقت تتوتر فيها العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بشكل غير مسبوق، ما يجعل إمكانية الوصول إلى الاتفاق التجاري المأمول غير ممكن.
قطع نهائي للعلاقة
وبعد أن كان يصف علاقته بالرئيس الصيني بالممتازة والودية، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجماته على الصين في الأسابيع الأخيرة متخذاً إجراءات ضد استثمار صناديق التوفير للمتقاعدين الأمريكيين في الشركات الصينية.
وأعلن خلال الأسبوع الماضي بأنه لن يتحدث إلى الرئيس الصيني في هذه المرحلة وأنه قد يلجأ إلى قطع أي علاقة مع الصين.
وأعلنت الولايات المتحدة عن قيود جديدة فرضتها على منتجات شركة "هواوي" الصينية وفروعها المعاقبة أمريكياً لتمنع الشركة الصينية من الحصول على الشرائح الإلكترونية التي تحتاجها "هواوي" لتصنيع منتجاتها.
وقال وزير التجارة الأمريكية ويلبر روس، إن "هواوي لا تزال تعتمد على التقنيات الأمريكية"، وتأتي القيود الجديدة لأن الصين لا تلتزم بضوابط التصدير السابقة.
ولذلك فإن الولايات المتحدة ترغب بمنع الصين من استخدام التقنيات الأمريكية للاستمرار بأنشطتها الخبيثة التي تتعارض مع الأمن القومي الأمريكي ومصالح السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يمكن أن تستخدم الحكومة الصينية "هواوي" للتجسس على المستخدمين حول العالم، بحسب وزير التجارة الأمريكية.
كما تناقش الولايات المتحدة مع حلفائها في المملكة المتحدة وألمانيا إمكانية حظر "هواوي" من شبكاتهم بسبب سرقتها للابتكارات التكنولوجية والقيام بأعمال تجارية مع إيران في انتهاك للعقوبات الأمريكية ضد إيران.
ورداً على ذلك، حثت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة على التخلي عن "عقلية الحرب الباردة" والتعاون لمكافحة الفيروس وإرساء استقرار اقتصادي عالمي.
وقال المتحدث باسم الوزارة تشاو ليجيان، في مؤتمر صحفي دوري في بكين "إن التطور المستمر للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة يخدم المصالح الأساسية لشعب البلدين ويؤدي أيضاً إلى السلام والاستقرار العالميين".