القضاء الألماني يبدأ بمحاكمة "أخطر ألمانية" في صفوف "داعش"

نورث برس

 

تبدأ محكمة مدينة هامبورغ الألمانية، الاثنين، بمحاكمة أميمة عبدي، أرملة أهم منتسبي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الألمان المعروف بـ"ديسو دوغ"، ويتهمها الادعاء العام الألماني، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حين وصفتها وسائل إعلام ألمانية بـ "أخطر ألمانية" ضمن (داعش).

 

"أخطر ألمانية" في صفوف "داعش"

 

ولدت أميمة عبدي في الخامس عشر من تموز/يوليو العام 1984 شمال مدينة هامبورغ، رغم إنهائها للمرحلة الثانوية كانت تتلقى إعانات من الحكومة الألمانية، ومنذ العام 2011 بدأ التشدد يظهر على الألمانية من أصل تونسي، حيث افتتحت بمساعدة شقيقتها متجراً إلكترونياً باسم "المؤمن" في هامبورغ، واستمرت في لقاء متشددين، من بينهم نادر إتش، الذي تزوجته في منتصف العام 2012، ليتركها فيما بعد ويسافر إلى سوريا.

 

دخلت أميمة، برفقة أطفالها الثلاثة إلى سوريا في العام 2015، عندما لحقت بزوجها نادر، لتنضم بذلك إلى (داعش)، وعقب مقتل زوجها في معارك بمدينة كوباني، شمال شرقي سوريا، عام 2015، تزوجت من صديق زوجها، مغني الراب الألماني "ديسو دوغ"، المعروف باسم "أبو طحلة الألماني" ضمن التنظيم وهو من أهم القيادات الألمانية ضمن التنظيم، ومدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية.

 

بعد خلافات مع زوجها الجديد، عادت أميمة إلى المانيا في آب/أغسطس من العام 2016، لتنجب طفلها الرابع هناك، والقبض عليها لاحقاً، بعد أن كشفت صحفية لبنانية وجودها في ألمانيا. وصفتها وسائل إعلام ألمانية إثر ذلك بـ "أخطر ألمانية" ضمن صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

 

التهم الموجهة؟

 

بحسب بيانات الادعاء العام، تُتهم أميمة بالانتماء لتنظيم "إرهابي أجنبي" في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بالإضافة إلى سبي فتاة إيزيدية والاتجار واستعباد البشر، والحصول على أموال بشكل شهري من "داعش".

 

وتقول المحكمة الاتحادية العليا في ألمانيا، إن أميمة "انضمت طواعية وبوعي تام إلى التنظيم"، وقامت بتسجيل خروج ابنتها الكبرى من المدرسة وكتبت بعد ذلك في رسالة بريدية على الإنترنت أنها "لن تندم لثانية واحدة على هذه الخطوة"، فضلا عن توثيقها في صور حيازتها لسلاح ناري، وذلك أثناء تواجدها في سوريا.

 

هدوء ما بعد العاصفة

 

وغادرت أميمة الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في سوريا وسط قصف جوي وعمليات عسكرية، إلى ألمانيا، وعملت كمترجمة ومنظمة مناسبات في مسقط رأسها، وعاشت مع أطفالها الأربعة حياة هادئة، حيث أن موقع الادعاء العام الألماني الذي ينشر بشكل مستمر قوائم بأسماء جميع المواطنين الألمان المتهمين بجرائم تتعلق بالإرهاب، لم يذكر أسم أميمة على قائمته، رغم علم السلطات الألمانية بسفرها إلى سوريا وفقاً لرسالة رسمية صادرة عن مركز التوظيف الألماني في آذار/مارس من العام 2015.

 

ولم تقم السلطات الألمانية بملاحقة أميمة بعد عودتها، وادعى بانه "لا يمكن إصدار أمر اعتقال إلا في حالة وجود شك في أن الشخص المعني قد ارتكب بالفعل جريمة."

 

وحتى وقت قريب، كان رأي المحاكم الألمانية عمومًا هو أن "العيش ببساطة في الأراضي التي يسيطر عليها داعش، ليس كافيًا لتبرير الإجراءات الجنائية ضد شخص ما"، ولم تحاول السلطات الألمانية إثبات تلك الشكوك.

 

الصحافة تكشف وجودها

 

كانت حياة أميمة هادئة قبل ان تقوم الصحافية اللبنانية "جنان موسى" بطرق باب منزلها، رغبة من مراسلة  قناة "الآن" بإجراء مقابلة صحفية معها، والتي لم تقبل بها المتهمة، وذلك بعد أن حصلت المراسلة على هاتف أميمة والذي يحتوي على /36/ غيغابايت من المواد المختلفة بينها صور وفيديوهات توثق حياة أميمة ضمن التنظيم في سوريا.

 

ونشرت القناة وثائقياً حول محتوى المواد ضمن هاتف أميمة في نيسان/أبريل من العام الفائت، لتقوم السلطات الأمنية باعتقالها في منتصف أيلول/ سبتمبر من العام نفسه.