هذا ما توصل إليه متخصصون في الأمراض المعدية عن نسب كورونا وإمكانية صناعته بشرياً؟!
واشنطن – هديل عويس – نورث بريس.
نفى علماء ومتخصصون في الأمراض المعدية أن يكون فيروس كورونا مصنوعاً في مختبرات علمية بشرية، مرجعين ذلك إلى ميزاته وخصائصه المتناقضة والتي لا يمكن التنبؤ بها.
وقالت مجلة "Nature Medicine" في تقرير نشر مؤخراً إن باحثين أمريكيين في الأمراض المعدية بمعهد كريبس للأبحاث في لاجولا- كاليفورنيا وعلماء من حول العالم، بحثوا علمياً إمكانية أن يكون فيروس كورونا من صنع البشر مخبرياً، وأن يأخذوا جدياً نظريات المؤامرة التي تقول إن فيروس كورونا أطلق من مختبرات علمية بشرية عن طريق القصد أو الخطأ.
وينفي البحث الذي أجراه فريق المختصين أن يكون الفيروس مصنوع بشرياً، وذلك لميزاته وخصائصه المتناقضة والتي لا يمكن التنبؤ بها وبطريقة تأثيرها في البشر على اختلاف ظروفهم"، وفق المجلة.
ويذهب الفريق إلى أن الفيروس يكون أحياناً فتاكاً ومميتاً وأحياناً أخرى يمر بدون أعراض، ورغم أنه يعرّض فئة معينة من الناس لمخاطر أكبر(فئة كبار لسن)، إلا أن بعض المسنين أيضاً نجوا منه، بينما توفي بعض الشباب في حالات غامضة، "وبالتالي لا يمكن فهم ما يهدف إليه الفيروس حتى الآن".
وتوصل البحث إلى أن فيروس كورونا المستجد لم يظهر بين ليلة وضحاها بل "تطوّر عبر الوقت عن فيروسات معروفة مسبقاً، ولكن مع امتلاكه خصائص فريدة جديدة لا تخضع لسلسلة منتظمة بطريقة تأثيرها في البشر وأهم ما فيها هو عدم إمكانية حدس الأطباء أو توقعاتهم على كشف أثر الفيروس على مختلف الظروف بدقة".
ويوضح البحث أنه ورغم الحديث عن انحدار كورونا من فيروس سارس والفيروسات الشبيهة بالسارس، إلا أن هذه الفيروسات القديمة لا تمتلك خصائص الفيروس التاجي (كوفيد – ١٩)، الذي "يكشف للعلماء سمات فيروسية تواجهها البشرية لأول مرة"، بحسب تعبير المجلة.
وتذكر المجلة أن الباحث الأمريكي كريستيان اندرسون والفريق المتخصص من علماء حول العالم، اعتقدوا بداية أن الفيروس انتقل عبر العدوى المتكررة التي قفزت من الحيوانات في سوق للمأكولات البحرية في مدينة "ووهان" الصينية إلى البشر، إلا أن الباحثين بدأوا يعتقدون لاحقاً، أن هذا الفيروس انتقل مرة واحدة فقط من حيوان إلى إنسانٍ قام بنشره بين البشر في منتصف نوفمبر العام ٢٠١٩.
وتذهب الباحثة ايما هودكروفت، وعالمة الأوبئة الجينية في جامعة بازل في سويسرا، والتي شاركت في البحث إلى القول إن أحد النظريات التي انتشرت هي أن فيروس كورونا يحمل بعض جينات فيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، إلا أن البحث الدقيق أكد أن (كوفيد – ١٩) يحمل بعض خصائص الإيدز، ولكن عبر سلسلة جينية مختلفة بشكل جذري في تأثيرها وخصائصها.
وتجزم الباحثة السويسرية أن "أكثر ما يؤكد أن الفيروس لم يصنعه البشر، بل انتقل من الحيوان إلى البشر، هو تشابه جينات الفيروس مع جينات فيروسات الخفافيش والبنغولين (آكل النمل)، التي امتزجت بطريقة معقّدة وصنّعت فيروس بخصائص فريدة" وفق رأيها.
وتتبادل الولايات المتحدة الأمريكية والصين الاتهامات حول نسب فيروس كورونا، حيث يصف الرئيس الأمريكي دائماً في تصريحات حول كورونا بـ"الفيروس الصيني" أو "فيروس ووهان"، بينما اتهم المتحدث باسم الخارجية الصينية الجيش الأمريكي في مناسبتين بإدخاله للفيروس إلى مدينة "ووهان" أواخر العام 2019.