عقوبات أمريكية جديدة على إيران .. وسط خشية من تحولها لبؤرة "كورونا" في الشرق الأوسط

 

واشنطن – هديل عويس – نورث بريس

 

فرضت وزارة الخارجية الأميركية حزمة جديدة من العقوبات على إيران، أمس الأربعاء، تستهدف أي كيان أجنبي يقوم بالتعامل التجاري معها في مجال "البتروكيماويات"، وسط تزايد أعداد الوفيات بسبب فيروس "كورونا"، إلى جانب ارتفاع أعداد الإصابات به إلى معدلات قياسية.

 

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية الأمريكية فإن العقوبات استهدفت شركات في جنوب افريقيا وشركات مقرها هونغ كونغ الصينية، بالإضافة الى معاقبة إيرانيين يديرون شركات مرتبطة بقطاع البتروكيماويات، سواء كان عبر البيع أو الشراء أو تسهيل عمليات النقل.

 

وحثّت الحكومة البريطانية من جانبها ،الولايات المتحدة على تخفيف العقوبات على إيران لمساعدتها في مكافحة تفشي فيروس كورونا. إذ تشير الأرقام الرسمية  في إيران  إلى ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الوباء الى أكثر من /١١٣٥/شخص، يوم الأربعاء، كما أصيب /١٧٣٦١/ شخص في أرقامٍ قياسية ترتفع كل يوم.

 

 

وطالبت السفارة الايرانية في لندن برفع العقوبات  محذرة من أن المستشفيات تعاني من ضغوطٍ متزايدة، بينما تصر الولايات المتحدة على أنها قدمت عرضاً لإيران لمساعدتها عبر منظمة الصحة العالمية، لكن الإيرانيين رفضوا أي مساعدة مالم يتم رفع العقوبات.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أرقام وزارة الصحة الإيرانية تقلل من أعداد الإصابات والوفيات الحقيقية، إذ يُعتقدُ أن أكثر من/٥٦٠٠ /شخص لقوا حتفهم بسبب الفيروس في إيران.

 

ويقول "بيهنام بين تاليبو"، الباحث الأميركي-الإيراني الأصل في معهد "الدفاع عن الديمقراطية "FDD"" في واشنطن لـ"نورث برس" إن ايران باتت بؤرة انتشار فيروس "كوفيد-١٩" في الشرق الأوسط لعدة أسباب؛ في مقدمتها استخفاف النظام الايراني بجدية خطورة فيروس كورونا في مراحل انتشاره الأولى في البلاد .

 

وأضاف كبير  محللي الملف الإيراني في معهد "FDD"  أن إيران استمرت بعدم مطالبة الناس بوقف التجمعات، كما لم تخصص حتى اليوم، ميزانية كافية لمكافحة الوباء، بسبب تركيز نظامها على هدفه في نشر "الثورة الإيرانية" واستمرار نشاطاته التوسعية في المنطقة.

 

ولفت  "بين تاليبو" إلى أن إيران  أعلنت  مؤخراً عن زيادة نسب تخصيب "اليورانيوم" في إطار برنامجها النووي، في ظل ظروف يحتاج فيها الشعب الإيراني إلى موارد  كي يتم توظيفها في مكافحة الفيروس الذي يقتل الآلاف، شاملاً  حتى من هم أقل عرضة لاحتمالية الموت بسبب الفيروس، وذلك "لكون الحكومة لا تتعامل معه بجدية كافية".

 

وأوضح الباحث، أن العقوبات الأميركية لا تستهدف القطاع الصحي في إيران، بل تهدف الى "وقف نشاطاتها التخريبية في المنطقة وبرنامجها النووي"، بحسب رأيه.

 

ويضيف أن الولايات المتحدة  عرضت المساعدة على إيران عبر الوسيط -الحكومة السويسرية- لمد ها بالمعونات الصحية، مشترطة جملة من المطالب التي بإمكان ايران تنفيذها للتخلص من كل العقوبات، "إلا أن النظام الإيراني لا يستجيب، ويفضّل إلقاء اللوم في كل ضائقة اقتصادية أو صحية أو اجتماعية يواجهها الإيرانيون على العقوبات الأميركية"، بحسب تعبيره.

 

ويقول "بين تاليبو" أن خطر انتشار الوباء في إيران اليوم، يؤثر على منطقة الشرق الأوسط برمتها، ذلك أن تجارتها "العميقة" مع الصين هي ما ساهم في نقل الفيروس إلى أراضيها في المقام الأول، مشيراً إلى أنها لا تزال مستمرة في السياحة الدينية، وحملات إرسال الأموال والمقاتلين والمساعدات العسكرية إلى دول عربية، "ما ينبئ بخطر كبير يحدق بالمنطقة".

 

ويقول بين تاليبو إن الدول المقربة من إيران تتعرّض للضغوطات لئلا تغلق حدودها ورحلاتها معها، ويَذكُرُ أن العراق تراجع عن قرار  وقف كل الرحلات مع إيران، بعد أن فرضت الحكومة الإيرانية ضغوطا عليه. كما يُعتقدُ أن عدد من حالات الإصابة بفيروس "كورونا" والتي وصلت إلى تركيا، انتقلت إليها من إيران.

 

من جانب آخر، وصف طيف من السياسيين في واشنطن العقوبات الأميركية في هذه الظروف على أنها "عملية قتل جماعي" تستهدف  إيران، حيث دعا السيناتور الديموقراطي "بيرني ساندرز"، والمرشح الديموقراطي للرئاسة إلى رفع كافة العقوبات عن إيران قائلاً " كدولة إنسانية لا يجب أن يكون لنا يد في تفشي أزمة انتشار الوباء في إيران، وعلينا رفع كل العقوبات فوراً بما في ذلك العقوبات المالية" .

 

و على صفحته في "تويتر "كتب الكاتب السياسي "بين نورتون" أن العقوبات على إيران في هذا الوقت هي أشبه بعملية "قتل جماعي" حيث يموت الإيرانيون بسبب إصابتهم بـ"كورونا"، لأن الحكومة لا تستطيع شراء المعدات والأدوية الطبية التي هي في أمسّ الحاجة إليها.