الاتحاد الأوربي: لن نخضع مجدداً للابتزاز التركي في قضية اللاجئين السوريين
نورث برس
لم تمر ساعات على تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تغلق الأبواب أمام اللاجئين للتدفق نحو أوروبا، حتى جاءت ردود الفعل الأوربية، مؤكدة على أن الاتحاد الأوربي لن يخضع مجدداً للابتزاز التركي في قضية اللاجئين السوريين.
وفي أول تصريح من نوعه، حذر المفوض الأوروبي للهجرة الاثنين تركيا من أن الاتحاد الأوروبي لن يخضع للابتزاز أو الترهيب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
"لا ابتزاز ولا ترهيب"
وقال مرغريتيس سخيناس في برلين "كل مرة يتم فيها اختبار الاتحاد الأوروبي كما هو الآن، يجب الحفاظ على الوحدة" مضيفاً أنه "لا يمكن لأحد أن يبتز أو يرهب الاتحاد الأوروبي".
وكان الرئيس التركي أردوغان قد قال في كلمة ألقاها خلال لقائه مع ممثلي المنظمات المدنية بأنقرة: "عندما فتحنا أبوابنا أمام اللاجئين نحو أوروبا، انهمرت علينا الاتصالات الهاتفية لإغلاق الأبواب".
وشدد أردوغان أن "هذه المسألة حُسمت والأبواب فتحت ولن تغلق مجدداً، وستتحملون نصيبكم من هذه الأعباء"، في إشارة منه إلى الدول الأوربية.
وكانت الحكومة التركية قد قدمت تسهيلات للاجئين من أجل التوجه إلى الحدود اليونانية، منها تأمين حافلات لنقلهم من منطقة الفاتح بإسطنبول إلى منطقة "أدرنة" الحدودية، حيث يمكن للاجئين أن يتوجهوا منها براً أو بحراً إلى اليونان، وفق ما شاهد مراسل "نورث برس".
"فرنسا تتضامن"
في السياق ذاته أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن تضامن فرنسا الكامل مع اليونان وبلغاريا، واستعدادها للمساهمة في الجهود الأوروبية لتقديم مساعدة سريعة لحماية حدودهما، مؤكداً على ضرورة "تحرك جماعي لتجنب أزمة إنسانية"، وفق ما نقلت مونتِ كارلو الدولية.
وأكدت الإذاعة أن رئيس الحكومة اليونانية "كراياكوس ميتسوتاكيس" أعلن الاثنين، عن إرسال /4000/ عسكري وشرطي وطائرات مسيرة إلى حدود بلاده الشمالية، إضافة إلى إرسال /52/ قاربا، من بينها سفن حربية، للقيام بدوريات في بحر إيجة.
اليونان .. إجراءات مشددة
وأعلنت الحكومة اليونانية أنها سترفض كافة طلبات اللجوء لمن دخلوا أراضيها بصورة غير قانونية، خلال الشهر المقبل، ما يتعارض مع القانون الأوروبي، إلا أنها أكدت توجهها لطلب إذن خاص من الاتحاد الأوروبي بخصوص إجراءاتها الجديدة".
في السياق ذاته انضمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين، إلى القادة الأوربيين الذين عبروا عن رفضهم "لاستغلال اللاجئين لإبداء استيائه من عدم حصوله على عون أكبر من أوروبا للتعامل مع أزمة اللاجئين"، وفق رويترز.
وقالت ميركل ”أتفهم أن تركيا تواجه تحديا كبيرا جدا فيما يتعلق بإدلب"، مضيفة أنه "من غير المقبول ألا يعبر عن هذا الاستياء من خلال حوار مع الاتحاد الأوروبي، وإنما باستغلال اللاجئين".
وأشارت ميركل إلى ضرورة أن يستأنف الاتحاد الأوروبي مع تركيا المحادثات بشأن الاتفاق الخاص باللاجئين، بحسب رويترز.
إدلب والتهديد التركي
وجاء التصعيد الكلامي التركي ضد أوروبا بعد اجتماع أمني لأردوغان مع أركان الدولة التركية في أنقرة عقب مقتل العشرات من الجنود الأتراك في التصعيد الأخير في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، أواخر الأسبوع الماضي.
وسبق أن فتحت تركيا الأبواب أمام تدفق اللاجئين إلى أوربا العام 2015، ما سمح بتدفق نحو مليون لاجئ إلى البلدان الأوربية، ما يعزز من مخاوف الاتحاد الأوربي من أن يدفع الرئيس التركي إلى تكرار ذات السيناريو.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد مراراً بـ" فتح الأبواب أمام اللاجئين" للعبور إلى أوروبا، آخرها قبيل الحملة العسكرية التركية على منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض، ما لم يحصل على دعم دولي ملائم لخطة إعادة توطين مليون لاجئ في شمال سوريا وإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الأمنة".
وترافقت التهديدات التركية مع تقارير حقوقية تتحدث عن استغلال قضية اللاجئين السوريين لإعادة توطينهم في مناطق سري كانيه وتل أبيض، الأمر الذي أدانته غالبية الأطراف السياسية الكردية إضافة إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
و كان من المقرر أن تحصل تركيا من الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق موقع بين الجانبين في 18 مارس (آذار) 2016 على تمويل مالي قيمته /6/ مليارات يورو لدعمها في مواجهة أعباء اللاجئين السوريين، لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بعرقلة تطبيق الاتفاق لاحقاً.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص، حسب الاحصاءات التركية الرسمية، واجه الآلاف منهم في مدينة إسطنبول قرارات المغادرة والترحيل القسري بدءاً من آب/ أغسطس من العام الماضي.