مسؤول في الدفاع الأمريكية لـ”نورث برس”: مستعدون للرد على إيران حتى في الداخل الإيراني
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
كشف مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية لـ"نورث برس" عزم الولايات المتحدة إرسال آلاف الجنود الأمريكيين لحماية مصالح الولايات المتحدة في منطقة الخليج والعراق ومواقع أخرى تهم الولايات المتحدة لمنع أي تصعيد إيراني.
وأكد المسؤول استعداد الولايات المتحدة على القيام برد فوري على إيران في الداخل الإيراني أو على ميليشياتها المتواجدة في العراق ولبنان في حال قررت إيران الاعتداء على المصالح الأمريكية.
وأوضح أن عملية قتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني" قاسم سليماني, كانت "عملية دفاعية بسبب تخطيط الميليشيات التي يوجهها سليماني لقتل مواطن أمريكي وشن اعتداءات مستقبلية على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة."
وبينما يترقب العالم شكل الرد الإيراني على مقتل قاسم سليماني، كبير القادة العسكريين الإيرانيين، وقائد الحرس الثوري الإيراني, كتب عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام "لا يلام على مقتل سليماني الا سليماني نفسه" مضيفاً "أقدّر ما فعله الرئيس ترامب أمس حيث أخبر العالم كله بأنه من غير الممكن أن تقتل أمريكياً ثم تفلت بفعلتك".
وعلى الرغم من حديث الديمقراطيين في الولايات المتحدة عن قيام ترامب بمخاطرة كبرى قد تجر المنطقة الى حرب شاملة، سارعت ادارة ترامب عبر تغريدات الرئيس وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو, بتوجيه رسائل تدعو للتهدئة.
حيث قال بومبيو إن الولايات المتحدة لا ترغب بالتصعيد وإن العملية كانت لحماية المصالح الأمريكية بعد مقتل مواطن على يد الميليشيات التابعة لإيران، حيث غرّد ترامب قائلاً "إيران لم تكسب حرباً، لكنها لم تخسر بالمفاوضات" ما فسّره البعض على أنه تحذير أمريكي لإيران من التصعيد العسكري ودعوة من ترامب لإيران لتفاوض مربح للجانب الإيراني.
وبينما تحدّث مئات الآلاف من المغردين حول العالم عن حرب عالمية ثالثة قد تندلع بسبب الهجوم الأمريكي في العراق ومقتل قادة تابعين للحرس الثوري الإيراني، يرى مؤيدو التحرك الأمريكي الأخير ضد إيران أن الأخيرة لا تفهم الا لغة القوة وكان تصعيدها الاخير مدفوعاً بالبرود الأمريكي ودعوات واشنطن للانسحاب من المنطقة وعدم رد إدارة ترامب على التصعيد الإيراني طيلة العام الماضي.
حيث يقول كايل شيدلر، المحلل الأمريكي من مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن لـ"نورث برس" إن إيران لا تملك خيارات كثيرة للرد بعد الرسالة الأمريكية الحازمة, عبر مقتل سليماني, بأن كل شيء متوقع من إدارة ترامب، "فاذا كان التصعيد الإيراني ضد حلفاء الولايات المتحدة في الخليج فمن المرجح أن يكون تصعيداً محدوداً ومكرراً ولن يرسل أي رسالة قوة تفيد إيران واذا كان التصعيد ضد إسرائيل فإن إسرائيل قادرة ومستعدة للقيام بهجمات قد تتسبب لإيران بخسائر فادحة أما أن يكون تصعيداً مباشراً بقتل أمريكيين فهذا يعني خيار مدمر لمشروع نظام الجمهورية الاسلامية".
ويضيف "رأينا أن مقتل متعاقد أمريكي واحد في العراق أدى الى هجومين هائلين على كتائب حزب الله في العراق ثم مقتل قادة الحرس الثوري الإيراني وبالتالي من المرجح عدم قيام إيران بمغامرة غير محسوبة ستكون إيران حتماً الخاسر منها."
ويرى أن الولايات المتحدة بعد سلسلة من التصعيدات الإيرانية التي لم تقابل برد أمريكي حازم, تحاصر اليوم إيران وتسلبها الخيارات حيث "سيشعر النظام الإيراني اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يسير في حقل ألغام وتغيير السلوك التوسعي لإيران وخاصة المؤذي لأهداف الولايات المتحدة في المنطقة بات أمراً ضرورياً لا مفر منه."