محلل سياسي واقتصادي لـ”نورث برس”: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خسارة كبيرة جداً

نورث برس

محلل سياسي واقتصادي أحمد ياسين

 

أكد محلل سياسي واقتصادي، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعتبر خسارة كبيرة جداً للاتحاد وللمشروع الاقتصادي ككل.

 

وأشار المحلل السياسي والاقتصادي أحمد ياسين، في تصريح خاص لـ"نورث برس"، إلى أن خسارة الاتحاد الأوروبي في خروج بريطانيا تتمثل في أنها " ثاني أكبر ممول في الميزانية الأوروبية بعد ألمانيا، إضافة إلى أن السوق البريطانية تمثل أهمية كبيرة جداً بالنسبة للشركات الأوروبية خاصة في القطاع المالي".

 

وأوضح ياسين أن لندن تعتبر أكبر مركز مالي في أوروبا، والعالم، مؤكداً على التأثير الكبير الذي ستخلف بريطانيا بخروجها من الاتحاد على القطاع المالي الأوروبي ككل.

 

وبالنسبة للخطوات المرتقبة في إتمام عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال ياسين: "حاليا بات الطريق مفتوحاً دون أيّة عوائق بخصوص خروجها، بعد الأغلبية البرلمانية الكبيرة التي حققها حزب المحافظين في بريطانيا".

 

وأكد أن بريطانيا سوف تخرج في الموعد المحدد في أواخر الشهر المقبل, موضحاً أنه "وبعد إعلان موعد الخروج سوف يبدأ الطرفان البريطاني والأوروبي في مفاوضات من المرتقب أنها ستكون شاقّة وموّسعة جداً لاستكمال معالم العلاقات التجارية بين الطرفين".

 

وحددت الحكومة البريطانية مدةً حتى نهاية عام 2020، لتوقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بينما يقول الطرف الأوروبي بأن الفترة الزمنية غير كافية للتوصل لأي اتفاقية، على اعتبار أن "العلاقات البريطانية الأوروبية ليست تجارية فقط بل تربطها علاقات في كافة المجالات والصعد، كون حالة التداخل بين الطرفين استمرت لما يزيد على /40/ عاما، وكانت خلالها القوانين الأوروبية تغدق على بريطانيا بشكل مستمر على مرِّ العقود الماضية"، بحسب المحلل السياسي والاقتصادي. 

 

وأشار ياسين إلى "أنه من المتوقع أنه في نهاية 2020 يمكن أن تتوضح المعالم التجارية بين الطرفين"، إلا أنه اعتبر أن عاماً واحداً غير كافي للتوصل لحل جميع الاتفاقيات المشتركة بين الطرفين، لذلك "من المتوقع أن هذه المفاوضات قد تستمر ما يقارب الخمس سنوات بعد موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة لصفحة جديدة بين بريطانيا والاتحاد".

 

وأوضح أن الحكومة البريطانية "تطمح للتوصل للمعالم العريضة للعلاقات التجارية بين الطرفين خلال هذه الفترة الزمنية، ومن ثم يمكن أن تستمر المفاوضات حتى يتم الاتفاق على كافة الصعد وعلى كافة الاتفاقيات التي  مازالت عالقة بين الطرفين".

 

أما عن شكل العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد خروجها، قال ياسين: إن "الاتحاد سيكون في مأزق في حال منحه لبريطانيا الحرية والمرونة الكاملة في توقيع اتفاقية للتجار الحرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وجعل بريطانيا تخرج كلياً وتستفيد بشكل كامل من السوق الأوروبية المشتركة"، مضيفاً أن "مثل هذا الواقع قد يكون أكبر تهديد وأكبر خطر لمستقبل الاتحاد الأوروبي".  

 

ورأى المحلل السياسي والاقتصادي أن بريطانيا يمكن أن تستفيد من إمكانية أن تخوض مفاوضات لتوقيع الاتفاقية للتجارة الحرة مع باقي التكتلات الاقتصادية الأخرى، ومن أهمها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تعجز عنه دول الاتحاد الأوروبي خاصة ألمانيا وفرنسا.

 

أما دول الاتحاد كانت قد دخلت في مفاوضات موسعة وشاقة مع أمريكا استمرت لأربع سنوات، وانتهت بفشل كبير في عدم التوصل لتوقيع الاتفاقية للتجار الحرة بين ضفتي الأطلسي، بحسب ما أخبر المحلل السياسي.

 

وتوقع ياسين أنَّ "الولايات المتحدة ستوقع اتفاقية شاملة للعلاقات التجارية مع بريطانيا، وحينها بالتأكيد ستستفيد بريطانيا من السوق الأوروبية المشتركة والسوق الأمريكية، وبالتالي ستكون في موقع أفضل بكثير من باقي الدول الأوروبية".

 

وبحسب التوقع السابق فإن هذا سيشكل خطراً كبيراً محدقاً بمستقبل الاتحاد الأوروبي ومشروعه الاقتصادي، على اعتبار أنه في حال نجحت بريطانيا في تحقيق نمو اقتصادي متنامي بعد خروجها من الاتحاد مثل هذا الواقع سوف يشجع باقي الدول للخروج من الاتحاد".

 

أما فيما يتعلق بالعلاقات الروسية البريطانية، فاعتبر ياسين، أنها في أسوء حالاتها وهناك أسباب عديدة لتدهور العلاقات بينهما، على اعتبار أن بريطانيا مازالت متمسكة بموقفها بخصوص الحوادث التي شهدتها بعض المدن البريطانية خاصة في عمليات تسميم لعملاء مزدوجين روس كانوا على الأرض ضد بريطانيا وتمت تصفيتهم، وكانت هناك محاولات لتصفية أعضاء وعائلاتهم".

 

وكشف المحلل السياسي والاقتصادي أحمد ياسين، عن توجه من قبل الاتحاد الأوروبي ككل، لكي ينظر بعمق هذه المرة بخصوص علاقاته مع روسيا، خاصة أن العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد على روسيا تنعكس بتبعات سلبية على الشركات الأوروبية، والتي تتضمن شركات بريطانية أكثر من الروسية".