خبير علاقات دولية: خلاف أوروبا وتركيا هو الأحدث في الناتو حول دور الأخيرة بسوريا وصراع النفط

عين عيسى – NPA

 

أكد الدكتور إدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية، بأن حلف شمال الأطلسي في ذكراه السبعين، يواجه تحديات جيوسياسية وجيواقتصادية وجيوستراتيجية كبيرة في ظل المتغيرات الدولية، وخاصة بصعود الصين وعودة روسيا للعب دور على الساحة الدولية.

 

ويضيف غريب في حديثه لـ"نورث برس" قائلاً إن حلف الاطلسي الآن وكأنه "منظمة أضاعت بوصلتها" مبيناً أن الحلف يبحث عن دور، ويواجه تحديات في نفس الوقت.

 

الدكتور إدموند لفت الأنظار إلى بروز قوة يمينية شعبوية في أوربا وإلى حد ما في الولايات المتحدة، ترى أنه يجب وضع مصلحة بلادها أولاً قبل مصالح الحلف ككل، ويقول؛ "ظهر ذلك أيضا في الآونة الأخيرة مع تركيا، التي اشترت أسلحة روسية واعتبرتها الولايات المتحدة وبعض دول الحلف بأنها تتناقض مع أهداف الحلف".

 

كذلك يرى استاذ العلاقات الدولية أن من بين التباينات والخلافات داخل الحلف قد يكون أهم وأحدث خلاف هو بين الأوربيين والاتراك، حول الدور للتركي في سوريا، وحول اللاجئين، وذلك لتلميح تركيا بفتح أبوابها أمام اللاجئين للتدفق إلى أوربا، بالإضافة إلى الصراعات الدائرة في شرق المتوسط للتنقيب عن النفط، والتهديدات التي تعتقد بعض دول الجوار بينها قبرص واليونان ومصر، وخاصة على أثر الاتفاق بين حكومة الوفاق الليبية وتركيا، على تحديد حدودهم البحرية للتنقيب عن النفط بأن ذلك يهدد أمنهم ويهدد حقوقهم.

 

كما يضيف غريب "نرى بأن هناك تناقضات كبيرة بين الدول في الحلف وخاصة في الآونة الأخيرة بين ألمانيا والولايات المتحدة وبين فرنسا والولايات المتحدة حول موضوع السيل الشمالي الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوربا عن طريق بحر البلطيق وليس فقط عن طريق أوكرانيا".

 

ويوضح بأن الخلافات ظهرت مجدداً مع تصريحات الرئيس ماكرون بأن أوربا يجب أن تعتمد على نفسها، وأن لا تعتمد فقط على الولايات المتحدة، ووجوب بناء قوة أوربية قادرة على الدفاع عن أمن ومصالح أوربا.

 

أيضاً يشدّد غريب أن الولايات المتحدة حاولت دائماً الحفاظ على الحلف، وعلى دوره وعلى بقائه وبقاء الولايات المتحدة زعيمة له "وذلك بإعطائه دوراً خارج الاطار التقليدي أو الجغرافيا الأوربية وجغرافية شمال الأطلسي للتوسع إلى مناطق أخرى، ليس فقط إلى شرق أوربا، عندما انضمت دول جديدة دول أوربا الشرقية التي وافق الاتحاد السوفيتي على الانسحاب منها، وعلى الرغم من أنه كانت هناك وعود للاتحاد السوفيتي أن الناتو لن يتوسع نحو الشرق، وأنه اذا وافق الاتحاد السوفيتي على اعادة توحيد ألمانيا وعلى تفكيك حلف وارسو، فإن روسيا ليس لديها ما تخشاه، حيث أن الحلف لن يتوسع إلى الشرق."

 

ويستدرك قائلاً: "ما حدث هو عكس ذلك تماماً، حيث توسع الحلف وضم حتى جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفيتي".

 

وأضاف غريب بهذا الخصوص؛ "ثم في 2008 رأينا تحركاً من قبل الأوربيين والولايات المتحدة لضم أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف، وهذا التحرك طبعاً، أقلق وأخاف روسيا التي كان لديها قيادة جديدة مختلفة، رأت أن هذه التحركات هدفها محاصرة روسيا وتهديد أمنها الداخلي، لذلك رأينا حربين في جورجيا وصراعاً وانقلاباً في أوكرانيا".

 

وختاماً أكدّ استاذ العلاقات الدولية إدموند غريب في تصريحه لـ "نورث برس" أن هناك تناقضات عميقة داخل الحلف، ولكن ذلك لا يعني بحسب رأيه نهاية الحلف، لأنه لا تزال هناك مصالح للأطراف بالحفاظ عليه، "فالأهداف التي نشأ من أجلها الحلف، والتي كما قال اللورد أسمهي وهو أحد مؤيدي فكرة إقامة الحلف منذ سبعين سنة، كانت ابقاء الاتحاد السوفيتي خارجاً وإبقاء الولايات المتحدة في أوربا، وإبقاء ألمانيا ضعيفة".

 

كما أردف "لكن هذه لم تعد أهدافاً لا سيما بخصوص لإبقاء الاتحاد السوفيتي بعيداً عن أوربا الغربية، وهذه المتغيرات كلها ستفرض نفسها، ولكن أعتقد بأننا سنرى بحثاً جديداً وربما تحالفات جديدة على الساحة الدولية، وخاصة الساحة الأوربية وفي العلاقات بين الحلفاء في الناتو".