مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية يكشف عن الأسباب التي ستجعل سوريا “فيتنام تركيا”

واشنطن – هديل عويس – NPA
قال مايكل روبين، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية في مؤتمر مؤسسة "الصحافة الاستقصائية" الذي أقيم في واشنطن أن الحرب السورية بالنسبة لتركيا ستكون طويلة ومكلفة وبمثابة تورط الولايات المتحدة بحرب فيتنام.
وأفاد روبين بأن الدخول الى سوريا بالنسبة لتركيا كان يسير ولكن الخروج منها لن يكون كذلك، فالسكان المحليون في المناطق التي دخلتها تركيا، هم من الأكراد الذين تحاول تركيا إزاحتهم من المنطقة، بينما لا يملك هؤلاء في الواقع أي مكان آخر يذهبون إليه، وبالتالي لا خيار لديهم الا الاستمرار بالقتال في حرب طويلة الأمد.

وأضاف، مع الوقت ومع ازدياد عنف تركيا في الحملة السورية، نرى أن الأكراد باتوا يمتلكون أصدقاء حول العالم متعاطفين معهم أكثر من تركيا، كما نسي أردوغان كم من الاعداء بات يملك في الفترة الأخيرة في المنطقة، والذين لا يمانعون رؤيته متورطاً بحرب بالوكالة تؤثر على حكمه بشكل كبير، خاصة أن الاقتصاد التركي سيبدأ بالتأثر والتدهور بسبب الحملة وهذا أمر يجب أن يقلق الأتراك.

وقال روبين أن فكرة تركيا عن إعادة إحياء (دولة عثمانية جديدة) شديدة التفاؤل وبعيدة عن الواقع، حيث لا يرى ضحايا الدولة العثمانية إرثها بشكل إيجابي كما يعتقد أردوغان وموالوه.
وتعتبر الحرب الفيتنامية من أكثر حروب الولايات المتحدة الموسومة بالفشل، والخاضعة للدراسات في تاريخ الحروب الحديثة، إذ دامت الحرب أكثر من عشرة آلاف يوم نالت بعدها فيتنام وهي خصم ضعيف أمام دول عظمى مثل أميركا حريتها من الاستعمار الفرنسي، بعد أن تدخلت الولايات المتحدة لمساعدة فرنسا لتخسر أميركا أكثر من ثمانية وخمسين ألف جندي أميركي، كما قتل في الحرب أكثر من أربعة ملايين فيتنامي.

وكانت أهم أهداف حرب الولايات المتحدة في فيتنام، احتواء الشيوعية في جنوب شرق آسيا (الهند الصينية)، إلا أن الحرب ترافقت مع تسليط ضوء إعلامي عالمي على جرائم الحرب ومأساتها ما قاد تباعاً الى انسحاب الولايات المتحدة وفرنسا دون تحقيق الهدف المنشود.