29 “عملية إرهابية” في أسبوع ضربت 10 دول.. غالبيتها أفريقية

القاهرة- محمد أبوزيد-  NPA
شهد العالم خلال الأسبوع الماضي فقط /29/ عملية "إرهابية" ضربت عشر دول حول العالم (من بينها ست دول أفريقية)، خلّفت قرابة /300/ ضحية (بين قتيل ومصاب).
ضمت قائمة الدول الأفريقية التي شهدت "عملياتٍ إرهابية" كلاً من نيجيريا ومصر و الصومال وبوركينا فاسو، ومالي وموزمبيق. أمّا الدول الأربع الأخرى فهي سوريا والعراق وتركيا وأفغانستان.
وطبقاً لمرصد الفتاوى التكفيرية، في القاهرة، ومؤشر الإرهاب الأسبوعي التابع للمرصد، فإنه خلال الأسبوع الماضي وقعت /29/ عملية "إرهابية" نفذتها /7/ مجموعاتٍ "إرهابية" ضربت /10/ دول مختلفة، نتج عنها سقوط/290/ شخصاً ما بين قتيل ومصاب.
تصدّرت كل من (أفغانستان ونيجيريا) قائمة الدول المستهدفة خلال الأيام السبعة الماضية، بواقع ست عملياتٍ "إرهابيةٍ" في كلٍ منهما، بما نسبته 31% من إجمالي العمليات التي وقعت خلال الأسبوع.
نفذت جماعة "بوكو حرام" العمليات الست التي شهدتها نيجيريا؛ وذلك في إشارةٍ إلى تصاعد عمليات الجماعة في الآونة الأخيرة، كما أنّها بدأت تبحث عن موطئ قدم آخر؛ إذ نفذت عمليةً في (موزمبيق)؛ ليتسع بذلك نطاق انتشارها بعد أن كانت تضرب دول تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون، فقد قام عناصرٌ من الجماعة بشنّ هجومٍ شمال موزمبيق أسفر عن قتل /12/ شخصاً وحرق عددٍ من المنازل، ما قد ينتج عنه تصاعد العنف في البلاد خاصةً أنّ هناك انتشاراً لتنظيمٍ يتبع داعش يسمى "أنصار السنة".
شهدت (أفغانستان) عمليةً إرهابيةً كبيرةً استهدفت مبنى المخابرات في منطقة زابل، أسفرت عن سقوط سبعة قتلى و85 مصاباً، حيث إنّ الهدف من تصاعد العمليات في أفغانستان هو الرغبة في إثارة الزُعر بين المواطنين حتى لا يذهبوا للتصويت على الانتخابات الرئيسية التي تشهدها البلاد.

سوريا ثانياً
وطبقاً لتقرير المرصد، الذي حصلت "نورث برس" على نسخةٍ تفصيليةٍ منه، فإنّ سوريا جاءت في المرتبة الثانية بالمؤشر لهذا الأسبوع بواقع خمس عملياتٍ إرهابيةٍ بما نسبته 17%. نفذ تنظيم "الدولة الإسلامية" منها ثلاث عمليات بينما سجلت عمليتان ضدّ مجهول، كان أخطر هذه العمليات تلك التي نتج عنها مقتل نحو /15/ من عناصر القوات السورية (الحكومية) في كمينٍ شمال شرق مدينة السخنة في محافظة حمص، وسط سوريا، كما عاد الجنوب السوري مرة أخرى ليشهد تصاعداً للعمليات الإرهابية التي تستهدف القوات الحكومية والمدنيين.
وذكر المرصد أنّ العراق جاء في المرتبة الثالثة بواقع أربع عمليات إرهابية بما نسبته 14% من جملة العمليات، نفذ تنظيم "داعش" منها ثلاث عملياتٍ وسُجلت الأخيرة ضدّ مجهول، حيث لا يزال يعاني العراق في الآونة من انتعاش لخلايا "داعش" النائمة حيث يهاجم التنظيم المناطق النائية التي تنتشر وسط الصحراء كما زاد نشاط التنظيم مرة أخرى في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق وقام بعدة عملياتٍ إرهابيةٍ استهدفت مدنيين وقوات أمن.
وأوضح المؤشر أنّ كلًا من (الصومال وبوركينافاسو) حلتا في المرتبة الرابعة بواقع عمليتين إرهابيتين لكل منهما بما نسبته 7% من جملة العمليات، حيث نفذت حركة "الشباب" في الصومال العمليتين، وكان أخطرهما تلك التي قام فيها عناصر من الحركة باقتحام قاعدة للجيش قرب العاصمة مقديشيو واستولوا على الأسلحة وقتلوا فيها /23/ جنديّاً.
ولا تزال الصومال تشهد تصاعدًا لوتيرة العنف بالرغم من العمليات الأمنية التي تتم ضدّ العناصر الإرهابية هناك، وشهد شمال بوركينافاسو عملية إرهابية قتل فيها /9/ مدنيين حيث تعاني البلاد خاصة المناطق الحدودية منها من تصاعدٍ لوتيرة العمليات الإرهابية خاصة أنّها باتت بؤرة تنافس بين "داعش" من جهة و"القاعدة" من جهة أخرى وقد أدى تصاعد وتيرة الإرهاب في شمال البلاد إلى فرار الآلاف من المواطنين .

أفريقيا مستهدفة
وتعليقاً على تصاعد عمليات العنف في أفريقيا بصفةٍ خاصة، يقول الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، مدير مركز مراجعات الإسلام السياسي بالقاهرة، خالد الزعفراني، في تصريحٍ خاص لـ "نورث برس"، إنّ أفريقيا مستهدفةٌ بصورة واضحة من قبل التنظيمات الإرهابية، لاسيما تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسعى إلى تعويض خسائره في سوريا والعراق بإيجاد بيئةٍ خصبةٍ أخرى يستطيع العمل من خلالها لتحقيق مشروعه، ولم يجد أفضل من أفريقيا.
وتابع: "داعش موجودٌ في عديدٍ من الدول الأفريقية، من بينها أيضاً الصومال، وقد ساعده على ذلك انتشار الفوضى وعدم وجود حكومةٍ قويةٍ، فضلًا عن حجم دولة الصومال الصغير، وهي الأجواء التي يستغلها التنظيم في أكثر من دولة أفريقية". لكنّه في الوقت ذاته قال إن قوة داعش ليست كما كانت من ذي قبل؛ على أساس أنّ عدداً كبيراً من الأفراد انشق عنه، بعد خسائره، ويسعى التنظيم حالياً إلى إعادة بناء قواعده واستقطاب عناصرٍ جديدةٍ.
وشدّد على أنّ انتشار الإرهاب عموماً في أفريقيا، تساعده جملة من العوامل التي تجعل من القارة السمراء بيئة خصبة لنمو تلك التنظيمات؛ أهمها اتساع دائر الفقر والجهل وضعف الحكومات في بعض الدول الأفريقية والمشاكل السياسية والأمنية والاجتماعية المتفاقمة داخلياً، وهي الأجواء التي تستغلها التنظيمات الإرهابية عامةً من أجل اختراق المجتمعات وكسب واستقطاب موالين لها من الشباب بصفة خاصة.

الإرهاب في مالي
وطبقاً للتقرير ذاته، فقد شهدت كلٌ من (مصر وتركيا ومالي وموزمبيق) عمليةً واحدةً على المؤشر لهذا الأسبوع، فقد تراجع الإرهاب في مالي بشكل جزئي وهو ما لا يجب النظر إليه على أنّ حالة الإرهاب هناك قد تراجعت خاصةً أنّها تعتبر موطئ قدم لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"نصرة الإسلام والمسلمين" ومؤخراً تنظيم" الدولة" إذ تعاني البلاد من اضطراباتٍ تساعد على نمو وظهور هذه الجماعات، إذ يشهد وسط البلاد ارتفاعاً للعمليات الإرهابية التي تنفذها العناصر والمجموعات الإرهابية المزروعة على الطرق والتي استهدفت في أغلبها عناصر مدنيةً، كما قتل خلال عام 2018 ما يقارب من /300/ شخص جراء تصاعد العنف والإرهاب في البلاد؛ الأمر الذي نتج عنه تصاعد وتدمير عشرات القرى وتهجير الآلاف منها.