محاكمة أكبر” خلية إرهابية” للنازيين الجدد في ألمانيا

برلين- NPA
بدأت يوم أمس في ألمانيا محاكمة خليةٍ تزعم بأنّها تنتمي إلى النازيين الجُدد، والتي كانت تخطط بتدبير انتفاضةٍ سياسيةٍ عنيفةٍ في ألمانيا وسط مخاوفٍ من أنّ الحركة اليمينية المتطرفة أصبحت مسلّحةً ومتطرفةً بشكل متزايد، في الوقت الذي اتُهم ثمانية من أعضاء ما يسمى" ثورة شيمنيتز"، الذين تتراوح أعمارهم بين /21/ و/32/ سنة، بتشكيل منظمةٍ إرهابيةٍ يمينيةٍ.
وقالت متحدّثة باسم المحكمة الإقليمية العليا إنّ المتهمين: "اجتمعوا لتحقيق أهدافهم السياسية، وهز أسس الدولة، من خلال أعمال عنفٍ خطيرةٍ".
وتشير المزاعم بأنّ هذه المجموعة المتطرفة سعت إلى شنّ هجماتٍ مسلّحةٍ على المهاجرين والمعارضين السياسيين والمراسلين وأعضاء المؤسسة الاقتصادية، وتعتقد السلطات الألمانية وفق ما نقلتها وسائل الإعلام المحلية بأنّ المجموعة كانت تحاول الحصول على أسلحةٍ نصف آليةٍ لهجوم محتمل في برلين في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2018، وهو اليوم الذي يصادف انهيار جدار برلين وتعزيز الوحدة الألمانية.
وقال كبير المُدعين في الحكومة الاتحادية الألمانية بيتر فرانك: "هذه واحدةٌ من أهم المحاكمات التي تتناول حتى الآن الإرهاب المتطرف". في الوقت الذي تأمل الأجهزة الأمنية أن تكشف المحاكمة، التي من المتوقع أن تستمر حتى نيسان/أبريل على الأقل، وسماع شهادات من حوالي /75/ شاهداً، عن نطاق أعمال هذه الشبكة.
بعد مرور ما يقرب من عام على اعتقال معظم أعضاء المشتبه بهم، بدأت إجراءات المحكمة يوم الاثنين في ظل إجراءاتٍ أمنيةٍ مشدّدةٍ في دريسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا، حيث تُعتبر المعقل الرئيسي لليمين المتطرف. وتشير المعطيات والأرقام الرسمية عن حجم منسوب السخط والاستياء في المنطقة، وذلك بسبب سياسات أنغيلا ميركل الخاصة باللاجئين، والتي بموجبها وصل أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد منذ عام 2015.
وحسب ما ورد في وسائل الإعلام الألمانية فإن المتهمين ينتمون إلى النازيين الجدد ذوي أصحاب حلق الرؤوس في مدينة شيمنيتز وما حولها، والتي كانت مسرحاً للعنف في الشوارع ضدّ المهاجرين بعد مقتل رجلٍ ألماني في آب/أغسطس من العام الماضي، واتهم على إثر هذه الحادثة رجلٌ سوري يبلغ من العمر /24/ عاماً بالسجن لمدة تسع سنوات ونصف بتهمة القتل.
وفي الساعات التي أعقبت طعن الرجل الألماني، خرج الآلاف من الناس إلى الشوارع احتجاجاً، بقيادة الأحزاب والحركات المتطرفة، التي تشنّ حملة ضدّ ما تسميه أسلمة الغرب.
واكتسبت ولاية سكسونيا التي كانت تابعة للنظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية، سمعةً سيئةً كقاعدةٍ للعديد من المنظمات المتطرفة. حيث تم سجن ثمانية أعضاء من الجماعات اليمينية المتطرفة العام الماضي بتهمة الإرهاب، كونهم حاولوا تنفيذ سلسلةٍ من التفجيرات ضدّ اللاجئين والناشطين المناهضين للفاشية.
وتأتي هذه المحاكمة بعد ثلاثة أشهر من مقتل سياسي محلي مؤيد للهجرة، والتر لوبك، في مدينة كاسل التي تقع في ألمانيا الغربية. وتفيد المزاعم بأنّ النازيين الجدد من يقفون خلف هذه العملية. في الوقت الذي أشار وزير الداخلية الألمانية، هورست سيهوفر خلال الشهر الماضي، بأنّ صعود اليمين المتطرف يشبه ذلك التهديد الخطير الذي يمثله الإسلام المتطرف.