تنظيم “الدولة” ينشط في ليبيا والولايات المتحدة تستهدفه بعملياتٍ “نوعيةٍ”

NPA
أعلن ​الجيش الأمريكي​ مقتل سبعة أعضاء في ​تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)​ بضربةٍ جويةٍ أمريكيةٍ في جنوبي ​ليبيا​، والتي تعتبر الرابعة في غضون أقل من أسبوعين.
وكانت قد كثّفت القوات الجوية الأمريكية من عملياتها العسكرية في ليبيا بعد رصد تحركاتٍ لمقاتلي تنظيم "الدولة" وهم يحاولون إعادة هيكلة تنظيمهم للسيطرة على بعض الأراضي الليبية من جديد بعد حرب خسرها في المدينة الساحلية سرت 2016.

عملياتٌ مستمرة
وقال قائد عمليات ​القيادة​ العسكرية الأمريكية في ​إفريقيا​ "​أفريكوم​" الجنرال وليام غايلر في بيان إنّ "حملتنا ضدّ تنظيم داعش وغيره من الشبكات الإرهابية في ليبيا تقوّض قدرتهم على تنفيذ عملياتٍ فاعلةٍ ضدّ الشعب الليبي".
ورفعت الضربة ​الجديدة​ التي شُنّت الأحد "بالتنسيق" مع ​"حكومة​ الوحدة الليبية"، المُعترف بها من قبل ​الأمم المتحدة​ ومقرّها ​طرابلس​، حصيلة "المتشدّدين" الذين قتلتهم ​القوات الأمريكية​ في ليبيا منذ 19 أيلول/سبتمبر إلى /43/ قتيلاً.

الجنوب الليبي
ويحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تنظيم نفسه من جديد في الأراضي الليبية، حيث انتشرت خلاياه في جنوبي ليبيا لإعادة تشكيل كتائبٍ مسلّحةٍ يستحوذ بها على بعض المدن.
وتنقسم ليبيا إلى معسكرين قويين يحصلان على المساعدة العسكرية واللوجستية من الخارج: فمن جهةٍ، "حكومة طرابلس" والتي تتلقى الدعم من الأمم المتحدة وقطر وتركيا.
ثم هناك الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر ويحصل على المساندة من البلدان العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، بالإضافة إلى بعض البلدان الأوروبية الرئيسية كألمانيا وفرنسا.
وجنوبي ليبيا خارج عن سلطة "حكومة طرابلس"، وكذلك أيضا عن سيطرة "الجيش الوطني" في الشرق الليبي، على الرغم من تأكيد الأخيرة بقيادة خليفة حفتر أنّه متواجدٌ هناك.

فراغ
وقد سمحت الأوضاع المتوترة في ليبيا بعودة تنظيم "الدولة" مجدداً إلى الساحة الليبية وتمدّده ثانية في أكثر من مدينةٍ بغرب وجنوبي البلاد.
وقد نجحت عملية "البُنيان المرصوص" التي أطلقتها القوات التابعة لحكومة السراج نهاية عام 2016، في طرد تنظيم "الدولة" من معقله الرئيسي في سرت، بعد معارك استمرت أكثر من /8/ أشهر.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل انتشار السلاح، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، ما سمح لجماعاتٍ متطرفةٍ من بينها  تنظيم "الدولة الإسلامية" بأن يكون لها موطئ قدمٍ.
وفي 16 أيلول/سبتمبر الماضي، قال أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم، في تسجيلٍ صوتيٍ جديد، إنّ تنظيم "الدولة لا يزال موجوداً"، واصفاً "توسّع" التنظيم ومن ثم الانكماش "اختباراً من الله".
ودعا البغدادي، بحسب التسجيل الصوتي، أتْبَاعَ "الدولة الإسلامية" إلى "القيام بالأفعال"، وذكر "وفوداً" من المجندين الجُدد"، محذراً من أنّ "العبء سيكون أثقل".
وكان قد أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مطلع الشهر الجاري، تقريراً "تحدّث فيه عن أنّ عدد المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة"  في ليبيا، يتراوح بين /500/ و/700/ مقاتل، منهم ليبيون ورعايا أجانب.

تأثير خارجي
وعقب الضربة الأمريكية في الأسبوع الفائت، قال الكولونيل كريس كارنس الناطق باسم "أفريكوم": "إنّ التنظيمات المتشدّدة العنيفة في ليبيا ستؤثر سلباً على استقرار المنطقة إذا لم تتم معالجة تهديداتها".