حشد هائل مؤيد للمرشحة الديمقراطية “ايليزابيث وارن” يستفز ترامب ليتهم الإعلام بتزوير الصور
واشنطن – هديل عويس – NPA
حتى أشهر قليلة بدا كل المرشحين الديمقراطيين للرئاسة لانتخابات العام ٢٠٢٠ متشابهين بالرؤى والحظوظ الضعيفة أمام ترامب، لترتفع في الأسبوع الأخير أسهم المرشحة الديمقراطية إليزابيث وارن بشكل غير مسبوق استفزّ ترامب الذي اتهم الإعلام بتزييف الصور والحقائق حول الحشود المشاركة في حملة وارن لإظهارها على أنها أكبر من الحشود المؤيدة له.
ولكن الأرقام أكدت أن أكثر من /١٥/ ألف مؤيد احتشدوا للقاء المرشحة الديمقراطية للرئاسة إليزابيث وارن في ولاية سياتل وهو أكبر حشد حضر في خطبة مرشح رئاسي منذ أن انطلقت حملات الرئاسة للعام ٢٠٢٠ ومن ضمنها حملة ترامب.
وتصاعد الحديث خلال الأسبوع عن بروز وارن كمنافس قوي محتمل لترامب، حيث تقف وارن (٦٩ عاماً) على النقيض من ترامب في معظم الملفات المحلية والخارجية، وتمتلك صوتاً بارزاً في الدفاع عن حقوق المرأة والأقليات والعمال الذين يتقاضون أجوراً متوسطة.
وعلى الرغم من معارضة وارن الكاملة للحروب وتأييدها العلني لقرار ترامب بالانسحاب من سوريا إلا أنها عارضت إعلان ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مؤكدة على ضرورة التنسيق مع الحلفاء وتأمين المنطقة من خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل الانسحاب حيث كتبت إثر قرار ترامب "يجب أن نضمن سلام واستقرار مستدام قبل أن نعلن عن انسحاب مفاجئ عبر تويتر !"
وفي تصريحات لـ"نورث برس"، يقول آرون كال، الكاتب الديمقراطي وعميد جامعة ميشيغان المقرّب من حملة وارن "عدم تركيز الديمقراطيين في المناظرات الأولى على السياسات الخارجية واهتمامهم بملفات التغير المناخي وحقوق المثليين والأقليات والمرأة وحل مشكلة حوادث إطلاق النار وانتشار الأسلحة في أمريكا لا يعني أنهم لا يمتلكون رؤية لحل الملفات الخارجية التي تنتظر تدخل وتأثير أمريكا حيث ستكون السياسات الخارجية محور الحديث في المناظرات القادمة".
ويقول آرون "العمود الفقري لسياسات المرشحة الرئاسية إليزابيث وارن تتمحور حول إرساء المبادئ الأمريكية وجعلها تحكم علاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء".
وأضاف "ملف إيران النووي ستتم معالجته باستراتيجيات أكثر واقعية وأسرع فاعلية دون المخاطرة بجعل إيران تمتلك سلاحاً نووياً كما ستركز وارن على برنامج إيران الصاروخي وستمنع تقدمه ولكن ليس بإهانة الأمم الأخرى".
ويرى ارون أن ترامب عوّل على تحقيق أهدافه في السياسات الخارجية بناءاً على العلاقات الشخصية مع مستبدين مثل كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية واتصالاته الشخصية مع أردوغان، إلا أننا راينا أن كل هذا التشعب والتناقض بالتصريحات ومغازلة المستبدين لم يحل أي مشاكل عالقة.
ويلفت ارون إلى تركيز حملة "إليزابيث وارن" على تشجيع الحلفاء على احترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، فلن يكون هناك مغازلة لحليف يتجه نحو أخذ بلاده للاستبداد مثل تركيا التي ترتاح للعلاقة مع روسيا التي تعطيها الضوء الأخضر للتصرف على نحو تركيا يبعدها عن قيم الديمقراطية، مضيفاً "وارن ستسعى لتماسك حلف الناتو وتضامنه لكن ليس على حساب تشجيع الاستبداد".
ومن الأمور التي ستطلق وارن اهتماماً إعلامياً وسياسياً مركزاً عليها في الأسابيع القادمة هي التغير المناخي الذي يقلق الأمريكيين حيث سيضرب سواحل فلوريدا في الأيام القادمة إعصار "دوريان" الهائل، حيث يقول الكاتب ارون "الإعصار سيضرب معه الكثير من مصداقية ترامب والشعور بالأمان لدى الأمريكيين طالما ترامب الذي لا يؤمن بأثر التلوث على تغير المناخ جالس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض".