محكمة أمريكية تقضي بالمؤبد على حارس في بلاك ووتر بتهمة قتل عراقيين

NPA
أمرت محكمة أمريكية، بسجن حارس سابق في شركة الأمن الخاصة بلاك ووتر مدى الحياة بعد أن تمت إعادة محاكمته بتهم ارتكاب ​جرائم قتل​ لدوره في مجزرة عام 2007 والتي أودت بحياة مدنيين عزل في ​بغداد​.
وكانت هيئة محلفين فيديرالية في محكمة منطقة واشنطن دانت الحارس الأمني نيكولاس سلاتن في كانون الأول/ديسمبر بارتكاب جريمة من الدرجة الأولى، وتعتبر هذه المرة الثانية التي تجده المحكمة مذنبا بهذه التهمة.
ودين سلاتن بقتل أحمد هيثم أحمد الربيعي /19/ عاما الذي كان يدرس الطب وقضى مع أكثر من عشرة مدنيين عراقيين على يد حراس بلاكووتر في ساحة النسور في بغداد.
ففي السادس عشر من شهر أيلول/سبتمبر من عام  2007 أطلق عناصر يعملون في شركة بلاك ووتر الأمنية الأمريكية أثناء مرافقة موكب ديبلوماسي نيران أسلحتهم بطريقة عشوائية على المدنيين العراقيين في ساحة النسور الكائنة في منطقة الحارثية المحاذية للمنطقة الخضراء شديدة التحصين، من دون أي استفزاز وفق القضية، ما تسبب في قتل /17/ شخصا بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى جرح أكثر من /20/ آخرين.
الجريمة السابقة أثارت موجة غضب واستياء شديدة في الأوساط العراقية، أدت إلى تنامي وارتفاع حدة الأصوات الداعية إلى خروج القوات الأمريكية من العراق، حتى وصلت إلى المطالبة بإنهاء الوجود الأمريكي بكل مظاهره وأشكاله.
وفي عام 2008 حوكم الأشخاص الأربعة الذين أطلقوا النار على المدنيين وارتكبوا تلك الجريمة من قبل المحكمة الاتحادية الأمريكية وأدين واحد منهم بتهمة القتل العمد، في حين تمت إدانة الثلاثة الآخرين بتهمة القتل غير المتعمد. وقد ادعى المتهمون أن قافلتهم العسكرية قد تعرضت لكمين وأنهم أطلقوا النار على المهاجمين للدفاع عن القافلة.
وكان قاض أمريكي قد رفض نهاية عام 2009، جميع التهم الموجهة للقاتلين الأربعة تحت ذريعة أن القضية المرفوعة ضدهم بنيت بشكل غير صحيح، حيث أنهم كانوا يتمتعون بالحصانة.
فقد فتح حراس بلاكووتر النار في الساحة أثناء مرافقة موكب ديبلوماسي مستخدمين بنادق القنص والمدافع الرشاشة والقنابل من دون أي استفزاز وفق القضية، ما أسفر عن مقتل 14 مدنيا وجرح 18 آخرين. وتقول الحكومة العراقية إن عدد القتلى كان أعلى. وعمّقت عملية ​إطلاق النار​ هذه استياء العراقيين من الأميركيين في البلاد بعد أربع سنوات على إطاحة ​القوات الأميركية​ للرئيس الراحل صدام حسين، كما أثارت تساؤلات حول اعتماد واشنطن الواسع على الأمنيين المتعاقدين.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن سلاتن تحدى المحكمة التي أصدرت الحكم الأربعاء واصفا قرارها بأنه "إجهاض للعدالة لن يستمر طويلا".
وتعتبر هذه المحاكمة هي الثالثة لسلاتن الذي سقطت إدانته في المرة الأولى، ولم تتمكن هيئة المحلفين من التوصل إلى حكم بالإجماع في حقه في المحاكمة الثانية عام 2018.
وسلاتن واحد من أربعة حراس من بلاكووتر دينوا عام 2014، والحكم بالسجن /30/ عاما الذي صدر في حق الباقين تم نقضه أيضا وستعاد محاكمتهم.