NPA
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، من سيدني في أستراليا، "أنّه واثق للغاية من أنّه سيتمكّن من بناء تحالف بحري في الخليج.
وكان بومبيو يتحدث في سيدني خلال زيارة له مع وزير الدفاع مارك إسبر إلى أستراليا.
وقال بومبيو الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد بناء تحالف دولي لحراسة مضيق هرمز، سيشمل دولًا من جميع أنحاء العالم"، لافتًا إلى أنّ "الولايات المتحدة تعمل على تغيير سلوك قادة طهران، وتسعى لتشكيل تحالف يقوم بدوريات في مضيق هرمز من أجل بقاء الممرات البحرية مفتوحة".
رد أوروبي
وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، كان قد نفى مشاركة بلاده في المبادرة الأمريكية لإطلاق عملية بحرية لتأمين الملاحة في مضيق هرمز، مؤكداً ضرورة التركيز على تفادي التصعيد في المنطقة.
وقال ماس، في تصريح أدلى به، خلال توجهه إلى العاصمة البولندية وارسو "علينا تفادي أي تصعيد لاحق في مضيق هرمز، وهذا ما تمثل به موقفنا دائما".
وأضاف ماس، تعليقا على خطة الولايات المتحدة لإنشاء تحالف دولي معني بحماية أمن الملاحة في المنطقة عبر تنفيذ عملية بحرية مستدامة: "لا يمكن أن يكون حل عسكري هنا، وألمانيا لن تشارك في المهمة المقترحة والمخطط لها من قبل الولايات المتحدة".
وأعلنت السفارة الأمريكية في برلين، الثلاثاء الماضي، أن الولايات توجهت "بصورة رسمية إلى ألمانيا باقتراح أن تنضم إلى فرنسا وبريطانيا، كي تساهم في ضمان الأمن في مضيق هرمز والتصدي لعدوان إيران".
قلق فرنسي
وفي غضون ذلك، أعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها من قرار الولايات المتحدة وضع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في مرمى عقوباتها.
وقالت في بيان الخميس الماضي، إن فرنسا وشركائها الأوروبيين الموقعين على الاتفاق (ألمانيا وبريطانيا) لا تدعم هذا القرار، مؤكدة أن كل القنوات الدبلوماسية يجب أن تبقى مفتوحة، خاصة في السياق الحالي الذي يتسم بتصاعد التوتر.
واعتبر البيان أن الدول الأوروبية الثلاث على اتصال منتظم مع وزير الخارجية الإيراني، من أجل خفض التوتر وعودة إيران إلى الالتزام الكامل بواجباتها في اتفاق فيينا.
وعبر البيان في المقابل عن الارتياح لقرار واشنطن تمديد الإعفاء من عقوباتها للمشاريع المتعلقة بالطاقة النووية المدنية مع إيران.
كما أعلن المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كارلوس رويز دي جورديجويلا، أسف الاتحاد لقرار واشنطن فرض عقوبات ضد ظريف.
وقال "من جانبنا، سوف نواصل العمل مع السيد ظريف باعتباره الدبلوماسي الإيراني الأبرز، وبالنظر إلى أهمية الحفاظ على القنوات الدبلوماسية".
وجاء القرار النادر، الذي أعلنته الولايات المتحدة الأربعاء الماضي بوضع دبلوماسي أجنبي بارز في قائمة العقوبات. بعد أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، يتضمن فرض عقوبات على المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وبررت الولايات المتحدة قرارها الأحدث بالقول إن ظريف يتصرف نيابة عن المرشد الأعلى.
نتائج إيجابية
وفي إيران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن من الممكن وصول المفاوضات مع الدول الأوروبية إلى نتائج إيجابية خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف روحاني في كلمة له بمدينة تبريز شمال غربي إيران أن بلاده ستنفذ الخطوة الثالثة من خفض التزاماتها في الاتفاق النووي، إذا لم تقدِّم الدول الأوروبية مقترحات مقبولة ومتوازنة.
وأكد الرئيس الإيراني أن طهران ستواصل مفاوضاتها مع الأطراف الأوروبية، وأن الحكومة تدير البلاد على أساس عدم التوصل إلى أي نتيجة في المفاوضات، مؤكدا أن الشعب الإيراني قادر على الدفاع عن اقتصاد بلاده.
وتعمل الولايات المتحدة وبريطانيا على خطتين منفصلتين خاصتين بتأمين حركة السفن في الخليج، على خلفية الحوادث المتكررة التي طالت في الأشهر الماضية ناقلات نفط في مياه المنطقة.
وفي /22/ تموز / يوليو الماضي، اتفق وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا على "العمل سوياً من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز"، حسب بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث، نُشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية.
وتصاعدت حدة التوتر بالمنطقة في /19/ من الشهر الماضي، بعد إعلان إيران احتجاز ناقلة نفط بريطانية بالمضيق، "لخرق لوائح تتعلق بالمرور"، عقب ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لـ /30/ يوما.
يشار إلى أن الإعلان عن تشكيل التحالف العسكري جاء بعد تعرض /6/ ناقلات نقط في أيار/مايو، وحزيران/يونيو الماضيين، لهجمات في مياه الخليج وتم اتهام إيران بـ"المسؤولية" فيما رفضت طهران تلك الاتهامات.