الأمم المتحدة: العالم سيفقد مكابح لا تقدر بثمن للحرب النووية
NPA
حّذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الخميس، من أن زيادة التوتر بين الدول المسلحة نووياً "سيفقد العالم مكابح لا تقدر بثمن للحرب النووية" بانتهاء العمل بمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى اليوم الجمعة.
وتمثل معاهدة القوى النووية متوسطة المدى اتفاقا تاريخيا للحد من الأسلحة، وقِّع إبان الحرب الباردة بين الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، والرئيس الأمريكي رونالد ريجان في عام 1987.
وأعلنت الولايات المتحدة العام الماضي، أنها ستنسحب من المعاهدة متهمة روسيا بعدم الامتثال لها. وتنفي موسكو انتهاك المعاهدة، وتقول إن واشنطن تنسحب رغبة منها في خوض سباق تسلح جديد.
زعزعة للاستقرار
وقال غوتيريس للصحافيين "هذا سيؤدي على الأرجح لزيادة التهديد الذي تشكله الصواريخ الباليستية بدلاً من أن يقلله… وبغض النظر عن مآل ذلك الأمر، فعلى كل الأطراف تجنب التطورات المزعزعة للاستقرار والسعي بشكل عاجل للتوصل لاتفاق بشأن مسار جديد مشترك للحد من انتشار الأسلحة عالمياً".
وقال غوتيريس "أحث الولايات المتحدة والاتحاد الروسي بقوة على تمديد ما يسمى بمعاهدة "نيو ستارت" لتوفير الاستقرار ولإتاحة وقت للتفاوض على إجراءات مقبلة للحد من انتشار الأسلحة".
مبادرة أمريكية
بدورها أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن قرار وضع حد لمعاهدة التخلص من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، الموقعة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، كان "بمبادرة أمريكية".
وجاء في بيان الخارجية الروسية أنه "في 2 آب/ أغسطس 2019، وبمبادرة من الطرف الأمريكي، تم إنهاء المعاهدة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية حول التخلص من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، الموقعة في واشنطن بتاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر 1987".
تحذير أوروبي
وحثت ألمانيا كلا من الولايات المتحدة وروسيا أمس الخميس، على الحفاظ على ما تبقى من إطار العمل الدولي للحد من الأسلحة، ملقية باللوم على عاتق موسكو في انتهاء المعاهدة.
وكانت المعاهدة تهدف إلى تجنب سباق تسلح في أوروبا من خلال حظرها للصواريخ المتوسطة المدى التي تطلق من البر والقادرة على الوصول إلى روسيا من غرب أوروبا والعكس.
وقال ماس “تفقد أوروبا جزءا من أمنها بانتهاء معاهدة القوى النووية متوسطة المدى”. وأضاف “أنا على قناعة بأننا يجب أن ننجح اليوم مجددا في الاتفاق على قواعد بشأن نزع السلاح والحد من الأسلحة من أجل تجنب سباق تسلح نووي جديد”.
ودعا الوزير موسكو وواشنطن إلى عمل المزيد للحفاظ على معاهدة ستارت الجديدة الموقعة في عام 2010 والتي تحد من عدد الصواريخ النووية الاستراتيجية.
بنود المعاهدة
وبموجب المعاهدة، يفترض أن يتم تدمير الصواريخ التي يتراوح مداها بين /500/ و/5500/ كم في السنوات الثلاث التالية لدخول المعاهدة حيز التنفيذ.
وفي المجموع، كان لا بد من أن يتم تدمير /2692/ صاروخا قبل عام 1991، أي كل الصواريخ متوسطة المدى تقريبا، وهي تشكل أكثر بقليل من /4/ بالمئة من مجموع الترسانة النووية للبلدين في 1987.
ومن النقاط الجديدة التي وردت في المعاهدة، وضع إجراءات للتحقق من عمليات التدمير في كل دولة، من قبل مفتشين من الدولة الأخرى.
وبين الصواريخ الأمريكية التي تقضي المعاهدة بتدميرها، صواريخ "بيرشينغ 1 إيه" و"بيرشينغ 2" التي كانت محور أزمة الصواريخ الأوروبية في ثمانينيات القرن الماضي.