رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قالت الدوائر الاستراتيجية في تل أبيب إن "قدرات الرد الإيرانية ليست مثيرة للإعجاب، وأن سلاح الجو الإسرائيلي يواظب على تدمير البنية التحتية للصواريخ والأسلحة التي تضعها في الجمهورية الإسلامية سوريا".
وفي الأسبوعين الماضيين، نسبت وسائل الإعلام في إيران كل انفجار لبالون غاز وأي انقطاع عرضي للطاقة إلى هجوم إسرائيلي، لكن الحدث الوحيد المثير للاهتمام هناك هو الانفجار في مصنع تخصيب اليورانيوم، الذي دمر مصنعاً لتجميع نماذج متقدمة من أجهزة الطرد المركزي.
وقالت الدوائر الاستراتيجية في إسرائيل، إنه "بقدر ما هو معروف، لا يوجد حالياً صواريخ كروز إيرانية أو طائرات بدون طيار هجومية على الأراضي السورية، وأيضاً ترسانتها الصاروخية البالستية محدودة هناك".
وتوضح صحيفة "معاريف" أن المحاولة الإيرانية السيبرانية لمهاجمة البنية التحتية في إسرائيل تم وصفها في البداية بأنها معقدة، ولكن في وقت لاحق، اتضح أنها بدائية تماماً.
وتستدرك الصحيفة وتقول "لا يجب الاستهانة بإيران، الدولة الضخمة والمتعلمة، لكنها لا تزال حتى اليوم لا تمتلك قدرات هجوم إلكتروني استثنائي".
وترجح الأوساط الإسرائيلية أن إيران ستمتنع عن القيام بحركات حادة من الآن وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو موعد الانتخابات الأمريكية، ويمكن الافتراض أن هذه القضية كانت في صلب الاجتماع المغلق لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ورئيس الموساد "كوهين" قبل شهرين.
إلى ذلك، اعتبر مراقبون في إسرائيل أن تمديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولاية رئيس الموساد "يوسي كوهين"، يعني أنه سيتعين على أي شخص يحل محله في صيف عام 2021، تكييف الجهاز الأمني مع العالم الذي تغير وجهه تحت تأثير مرض كورونا.
وتحدثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن جملة من التحديات أمام خليفة كوهين بعد سنة من الآن، مطالباً إسرائيل بأن تفترض أن إيران ستحاول الرد على الهجوم الذي وقع في مصنع اليورانيوم في "نطنز"، على الرغم من أن قدراتها محدودة، والذي نسب بحسب منشورات أجنبية إلى إسرائيل.
وتمكن "كوهين" من تطوير علاقة وثيقة بشكل خاص مع بومبيو، وهذه العلاقة لها أهمية استراتيجية، في منتصف السنة الخامسة من ولايته.
وتصف صحيفة "معاريف"، كوهين كواحد من أفضل رؤساء الموساد، ويميل رؤساء المنظمات الذين حققوا نجاحاً بالفعل إلى أن يكونوا أكثر حذراً في عامهم الأخير في المنصب، ويتجنبون بشكل طوعي أخطاء اللحظة الأخيرة التي قد تعرض إنجازاتهم للخطر، في عامه الخامس، لكن بدا كوهين جريئاً ومبدعاً كما كان عندما تولى منصبه.
وكان نتنياهو سعيدًا بتمديد ولايته لأكثر من ستة أشهر، حيث قدم كوهين لـ نتنياهو نجاحات مدوية في الكشف عن الأرشيف النووي الإيراني، وساهم بشكل كبير في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وفتح لـ نتنياهو أبواباً في دول الخليج وأماكن أخرى.
كما يشغل منصب وزير الخارجية الفعلي في جميع الدول الهامة لإسرائيل، لا يوجد إسرائيلي آخر يوافق الملك عبد الله على مقابلته في أي وقت يطلبه، لكن كوهين أصر على الاستقرار لمدة ستة أشهر، كما يرد في صحيفة "معاريف".
وخلال أربع سنوات ونصف في الموساد، لم يكن لدى كوهين خليفة طبيعي داخل "الموساد"، والمرشحان اللذان سيحلان مكانه اليوم هما الشخصيتان اللتان خدمتا كنائبين له، وهما النائب الأول، من المستوطنات وعمل في المدرعات نشأ في قسم "تسومت" لتشغيل العملاء ومن هناك انتقل إلى قيادة قسم العمليات "كيسارية".
والمرشح الآخر هو النائب الثاني، وهو من قدامى دورية الأركان العامة، هو أيضاً عضو في "تسومت"، الذي عمل في مجموعة متنوعة من المناصب تحت قيادة كوهين، وكلاهما سيواجهان تحدياً للوصول إلى مكانه.