إسرائيل تحذر من الخروج عن "قواعد اللعبة" مع حزب الله

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

حذرت إسرائيل من الخروج عن "قواعد اللعبة" مع حزب الله اللبناني، الذي يسعى للخروج من الوضع الداخلي والتخلص من ضائقته، من خلال حرب مع إسرائيل تحول انتباه الجمهور إلى دعمه بصفته "درع لبنان".

 

وترصد الدوائر الأمنية الإسرائيلية أوضاع حزب الله على إثر الأوضاع الاقتصادية والسياسية الآخذة بالتعقيد في لبنان، ومدى انعكاس ذلك على الجبهة الشمالية.

 

وترى هذه الدوائر الاستراتيجية في تل أبيب، أنّ حزب الله يسعى إلى تحويل الانتباه من الوضع الداخلي إلى الصراع مع إسرائيل من خلال عملية عسكرية يبادر إليها ويمكن أن تؤدي إلى مواجهة معها.

 

ولكن، تستدرك إسرائيل قائلةً؛ إنه "في هذه المرحلة يبدو أنه بالنسبة إلى حزب الله، خطوة من هذا النوع، سيئاتها أكثر من حسناتها، هي يمكن أن تؤدي إلى حرب واسعة لا يرغب فيها مع إسرائيل، مع كل أثمانها بالنسبة إليه، كما ستُفاقم ضائقة لبنان الاقتصادية والسياسية"، تطور سيزيد من حدة الانتقادات الموجهة ضد حزب الله نفسه بحسب مراقبين.

 

وتقدر إسرائيل أن حزب الله سيختار، على الأقل في الفترة القريبة المقبلة، الاستمرار في استراتيجيته الحالية، وأساسها استمرار جهوده من وراء الكواليس لتعزيز قبضته ونفوذه السياسي والاقتصادي في النظام اللبناني، مع المحافظة على قوته العسكرية.

 

وضمن هذا الإطار، سيركز جهده لتحسين سيطرته على قطاع المصارف (أيضاً من خلال تحييد حاكم المصرف المركزي القوي والمخضرم)، وجهاز القضاء ووسائل الإعلام لتغيير وجه لبنان.

 

فيما يتعلق بإسرائيل، يبدو أن التحديات الداخلية تدفع في هذه المرحلة أفكاراً في اتجاه مغامرة عسكرية، بحسب مراقبين، لذلك يحرص الحزب على تعزيز الردع تجاهها، مع الالتزام المتبادل بـ"قواعد اللعبة"، وترسيخ مواقعه في سوريا.

 

ويقدم أورنا مزراحي ويورام شفايتسر – باحثان في معهد دراسات "الأمن القومي" نصائح في مثل هذا الوضع، وبينما حزب الله مشغول في مواجهة الأزمة الداخلية والضغوطات الخارجية، يتعين على إسرائيل أن تبقى صارمة في عرقلة استمرار نقل الوسائل القتالية المتطورة إلى الحزب وترسيخ وجوده في سوريا، لكن عليها الامتناع من أن تخرج كثيراً عن "قواعد اللعبة" هي أيضاً، كي لا تدفع حزب الله إلى الرد ومساعدته بصورة غير مباشرة على التخلص من ضائقته، من خلال تحويل انتباه الجمهور إلى دعمه بصفته "درع لبنان".

 

وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، أعلن في وقت سابق، أن سياسة أمريكا تجاه لبنان ستقوي جماعة "حزب الله"، وانتقد سلوك السفيرة الأمريكية في لبنان متهماً أمريكا "بدعم الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب التكفيري".

 

وشدد "نصر الله" على أن الوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون على المستوى الاقتصادي والمعيشي يحتاج إلى إخلاص وجهود الجميع، وأكد أن كلامه عن "التوجه شرقا" لا يعني أن "ندير ظهرنا للغرب ولا مانع لدينا من مساعدة أمريكا".