تقرير: تركيا فشلت في خداع أوروبا.. وسقطت في مستنقع الصراعات الإقليمية
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
كشف تحليل سياسي أصدره المركز المصري الروسي للدراسات، عن محاولات تركيا السابقة لخداع أوروبا من خلال السعي نحو تقديم نموذج مختلف للإسلام السياسي، بينما سقطت أنقرة في مستنقع من الصراعات الإقليمية وانكشف وجهها الحقيقي أمام العالم.
وألمح التقرير لارتباط قديم بين الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة والدور التركي، ضمن ما وصفه بـ "المُهمة التركية في الشرق الأوسط".
وطبقاً للتقرير، فإن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الشخصيات السياسية التركية التي ارتبط ظهورها السياسي، بمصالح نخبة من السياسيين والاقتصاديين في الداخل والخارج.. استعان في المهمة بشخصيات لا تختلف عنه كثيراً في السعي إلى السلطة والنفوذ والثروة، متمسكة بالبقاء في الحكم، ومستعدة لتنفيذ كافة المخططات التي تحقق مصالحها الخاصة في الداخل ودعم مصالح الخارج مقابل غض الطرف عما يجري من انتهاكات لكافة الحقوق والقوانين بما فيها المواثيق والقررات الدولية".
وذكر التقرير أن "أردوغان طرح حزب العدالة والتنمية بديلاً عن منظومة حركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، واستطاع الحزب أن يخدع قوى إقليمية ودولية اعتبرته نموذجاً، بل ظهرت أصوات عربية تنادي بدراسة التجربة وخلق فضاء للتعاون المشترك".
واعتبر أن "دور تركيا في الاستراتيجية الأمريكيـة لا يمكن تجاهله، فواشنطن لن تجد سياسياً أفضل من أردوغان لتحقيق مصالحها الجيوسياسية، مقابل حماية العرش وتوفير الغطاء السياسي الدولي لتحركاته المخالفة للمواثيق الدولية، وتقديم الدعم العسكري اللازم لتنفيذ المهمة، المرتبطة بالسيطرة على تيارات الإسلام السياسي".
وتحدث التقرير عن الأهداف التركية في "خلط الأوراق وإشعال مزيد من الصراعات، والضغط على أوروبا باللاجئين الباحثين عن الملاذ الآمن، والإرهابيين المسيطر عليهم من أجهزة الأمن وتجهيزهم للمهمة العابرة للحدود من أوروبا للعراق والشمال السوري وليبيا وشرق المتوسط وحتى الصومال، وبالطبع مصر، التي كشفت وأفسدت وأفشلت المخطط.. وتهدف تركيا لوضع الحكومة تحت ضغط التحديات الأمنية ".
ولفت التقرير إلى دور قطري في معادلة الأطماع التركية بالمنطقة، متحدثاً عن قدرة قطر على التمويل، إضافة إلى الدور الذي يقوم به التنظيم الدولي للإخوان في تلك المعادلة، وذلك من خلال انتشاره في مناطق مختلفة، وأفكاره الدينية المتطرفة، والتي تستقطب عناصر تنفيذ المهمة، وهذا ما يفسر لجوء قيادات الجماعة إلى أنقرة والدوحة، رغم الخطر الذي يمثلونه ويهددون به المجتمعات الغربية ويهدر الكثير من مبادئ التعايش السلمي، حتى تحولت أوروبا إلى مرتع للعناصر المتطرفة وملجأ للذئاب المنفردة".
وجاء في التقرير أنه "ربما تكون هناك رؤية تركية ذاتية تحكم القرار السياسي، لكن الأكيد أنها تأتي في إطار استراتيجية أمريكية شاملة بهدف الالتفاف على مشاكل واشنطن في المنطقة وتجنب مزيد من الضغوط والانتقادات الداخلية".
وأوضح أن "مشاكل تركيا أردوغان مع شعوب المنطقة تفوق بمراحل مختلفة مشاكل واشنطن.. ومن الواضح التوتر المتصاعد مع دول الجوار العربية والأوروبية، بينما الهدوء يسود علاقات تركيا في المنطقة مع عدد محدود من الدول (قطر والصومال وأثيوبيا وغرب ليبيا) حيث حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، إلى جانب حزب النهضة في تونس".