وصفت أنها زيارة خاطفة ومفاجئة.. أردوغان يبحث في قطر ملفي سوريا وليبيا

اسطنبول ـ نورث برس

 

توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة مفاجئة وغير معلن عنها سابقاً، التقى خلالها بأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث بحث الجانبان قضايا عدة من أبرزها ملف ليبيا وإدلب السورية.

 

وأثارت الزيارة التي لم تستغرق سوى يوم واحد والتي أشارت إليها الديبلوماسية التركية بأنها تندرج في إطار "زيارة العمل"، العديد من التساؤلات خاصة وأنها وصفت بـ "الخاطفة" حسب مراقبين.

 

ورأى بعض المراقبين أن الهدف من الزيارة هو "رغبة أردوغان في الحصول على دعم مالي قيمته /5/ مليار دولار، وتوقيع اتفاقيات لدعم ميليشيات ليبيا وسوريا واليمن".

 

فيما رأى آخرون، أن "كل هذه الجرأة لدى أردوغان في التمدد بهذا الشكل، لا يمكن تفسيرها إلا بثلاثة احتمالات: أن يكون الرجل مجرد مغامر، ولا تهمه النتائج مهما كانت، وما مغامراته الخارجية إلا هروباً من وضع داخلي لا يستطيع له حلاً إلا بذلك كتوحيد للجبهة الداخلية أو أنه يتحرك بضوء أخضر من قوى عالمية كبرى تريد إعادة ترتيب أوضاع المنطقة من خلال مفهوم (الفوضى المنظمة)، وما أردوغان إلا بيدق شطرنج في هذه العملية المخطط لها في المطابخ السياسية لتلك القوى".

 

والاقتصاد التركي "غير قادر على تحمل كل هذا التمدد، والتمويل القطري غير قادر على الاستمرار إلى مالا نهاية، وفي كل الأحوال هو ساقط لا محالة، فالظروف اليوم مختلفة عن ظروف نشأت الدولة العثمانية وتوسعها، والغد لناظره قريب"، بحسب مراقبين.

 

وتعليقاً على تلك الزيارة والهدف منها قال الباحث السياسي المصري "محمود أبو حوش" لـ "نورث برس"، إن "تلك الزيارة تأتي في ظل سياق من التوتر الإقليمي القائم، وفي ظل طبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية القائمة بين البلدين، التي توثقت بشكل كبير بعد مقاطعة الدول الأربعة (السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر) لقطر".

 

تعميق التحالف

 

وأضاف أن "تركيا وقطر تحاولان التأكيد على مواقفهما الحالية وعلى تعميق تحالفهما الاستراتيجي، الذي فيه تحولت قطر إلى مستثمر في الاقتصاد التركي، وتحولت تركيا إلى قوة حماية تتمركز في الأراضي القطرية بعد فتح قاعدتها هناك".

 

وأشار "أبو حوش" إلى أن "العلاقة بين قطر وتركيا وصلت إلى أعلى درجة من الترابط الاقتصادي، حيث ترى قطر في تركيا بوابة اقتصادية أساسية في ظل مقاطعة معظم دول الخليج بالإضافة إلى مصر لها، حيث تكفلت أنقرة بمهمة تعويض النقص في المواد الغذائية بالأسواق القطرية من خلال جسر جوي وبحري مستمر، فضلاً عن توسع الشركات التركية في السوق القطرية، خاصة في قطاع الإنشاء والتعمير، الذي يشمل البنية التحتية ومشاريع الإسكان".

 

وتابع أنه "بالإضافة لذلك تعمقت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين بما يشكل محور مقاومة للدول الأربع المقاطعة لقطر، ومن هذا المنطلق تسير السياسة الخارجية القطرية على نهج السياسة الخارجية التركية في النظرة إلى معظم الملفات المتوترة في المنطقة".

 

ورغم أن الاجتماع بين أردوغان وأمير قطر استمر لعدة ساعات وبعيداً عن عدسات الصحفيين، حتى أنهم لم يخرجوا لمؤتمر صحفي للإجابة على تساؤلات الصحفيين، إلا أن أردوغان قال عند وصوله إلى إسطنبول في تصريحات صحفية إنه "بحثنا كل الملفات التي تهم دول المنطقة ومن بينها التطورات في ليبيا".

 

ورأى "أبو حوش" أن "هذه الزيادة تأتي في إطار رغبة تركيا الدائمة في تعميق العلاقات الاستراتيجية مع قطر، في ظل سياق إقليمي ملتهب بالتوتر الشديد، حيث ترى تركيا أن تعميق العلاقات مع قطر ينعكس دائماً على حساب علاقاتها بالدول الأربع المقاطعة لها، ومن هذا المنطلق ترغب تركيا في أن تجعل قطر بعيدة عن المصالحة السياسية مع الدول الأربع حتى تضمن تضامناً من قبل السياسة القطرية للسياسة التركية في المنطقة وفي تدخلها السافر في شؤون الدول العربية".

 

وعلى الرغم من أن الديبلوماسية القطرية روجت بأن تلك الزيارة تأتي تتويجاً لتعزيز التعاون في شتى المجالات ومن أبرزها الاقتصادية والعسكرية والسياسية بما فيه مصلحة مشتركة للطرفين، إلا أن مراقبين أكدوا أن المستفيد الأول والأخير هو تركيا بما تجنيه من مليارات ودعم وتمويل قطر لمشروعها التوسعي في ليبيا وسوريا والصومال وغيرها، مطالبين الحكومة القطرية بكشف الفوائد التي ستعود عليها من ما يسمى "التحالف القطري التركي".

 

وقعت تركيا وقطر، الخميس، عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، تضمنت  تعديلات على الاتفاقية المتعلقة بترتيبات اتفاق تبادل العملات الثنائية (الريال القطري والليرة التركية) بين مصرف قطر المركزي وبنك تركيا المركزي.

 

ووقعت الدولتان أيضاً على مذكرة تفاهم بين هيئة مركز قطر للمال ومكتب التمويل التركي، وجاء ذلك في البيان المشترك الصادر في الدوحة عقب المحادثات التي جرت بين تميم بن حمد أمير دولة قطر والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

ووصف البيان زيارة أردوغان للدوحة بأنها الأولى له خارج بلاده بعد جائحة كورونا التي اجتاحت العالم.