إسرائيل تتأهب لرد إيراني محتمل بعد انفجار منشأة نطنز النووية

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

تتابع إسرائيل عن كثب الانفجار الغامض الذي طال، الخميس، منشأة تخصيب اليورانيوم نطنز في إيران، وذلك في سياق تكثيفها مراقبة النشاط الإيراني الرامي إلى تطوير أجهزة طرد مركزية متقدمة يمكن أن تنتج بواسطتها مواداً انشطارية أسرع من المواد التي تم إنتاجها حتى الآن.

 

وأظهرت صور لموقع الانفجار ضرراً بالغاً لحِق بمبنى مؤلف من طابقين تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متطورة لتخصيب اليورانيوم.

 

وتُظهر الصور التي نُشرت أنه تم تدمير السقف والأبواب، وأن أضراراً كبيرة لحقت بالأجهزة التي تعمل داخله.

 

وتصف صحيفة "معاريف" الإسرائيلية هذا الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني الأكثر حدّة منذ تسريب فيروس "ستاكسنت" إلى أجهزة الطرد المركزية في نطنز.

 

وسارعت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى الإقرار بأن حادثاً وقع صباح الخميس في نطنز، ووصفته بأنه أدى إلى تضرر مستودع قيد الإنشاء.

 

ومع ذلك، سارع رئيس البرنامج النووي الإيراني إلى زيارة الموقع وقام بتقدير الأضرار.

 

وتؤكد مصادر إسرائيلية مطلعة لـ"نورث برس"، أنه في هذه المرحلة تراقب إسرائيل أي رد إيراني محتمل، من منطلق أن إمكانيات الرد تبدو واردة، لأن الدمار الذي طال المنشأة كبير.

 

وأوضحت المصادر، أن تل أبيب تحاول تكنولوجياً وأمنياً إحباط أي محاولة إيرانية لتسريع تخصيب اليورانيوم في الآونة الأخيرة، وأن هناك العديد من العمليات السرية التي يتم تنفيذها مؤخراً، ولم يُعلن عنها.

 

وتؤكد صحيفة "معاريف" أنه لا بد من القول إنه في حال وقوف إسرائيل وراء هذه العملية التخريبية في نطنز، فإن الحديث يدور حول العملية الأهم ضد البرنامج النووي الإيراني منذ سنوات، وهي عملية من شأنها أن تجرّ ردة فعل إيرانية.

 

ومع ذلك امتنعت إسرائيل عن التطرق إلى التقارير التي تحدثت عن هذه العملية في وسائل الإعلام الأجنبية.

 

وامتنعت إيران من اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" نشرت بعد ساعات تعليقاً قالت فيه إنه إذا كان هناك إشارات إلى قيام دول معادية، وخصوصاً إسرائيل والولايات المتحدة، بتجاوز خطوط إيران الحمراء بأي شكل من الأشكال، فيجب إعادة النظر في استراتيجية إيران لمواجهة الوضع الجديد.

 

وقال مصدر شرق أوسطي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الانفجار نجم عن قنبلة زُرعت في المفاعل النووي.

 

وخلال السنة الفائتة تراجعت إيران عن التزاماتها في الاتفاق النووي وبدأت بتخصيب يورانيوم بنسبة أعلى تصل إلى /4.5/%، وبتخزين آلاف الكيلوغرامات من المادة المخصبة، خلافاً لما يسمح به الاتفاق المُبرم معها.

 

وسعى الإيرانيون لاستعمال أجهزة الطرد المركزية المتطورة في الفترة القريبة وتسريع وتيرة التزود باليورانيوم المخصب أكثر فأكثر.

 

ويدور الحديث في بعض التقارير، حول أجهزة طرد مركزية أسرع بعشرة أضعاف من التي تعمل الآن، الأمر الذي يتيح لإيران إمكان إنتاج كميات أكبر من المواد الانشطارية.

 

ووفقاً لعدة خبراء في الشؤون النووية في العالم، فإن هذا الحادث ألحق ضرراً بالغاً بالبرنامج النووي الإيراني.