مؤرّخ سيرة "غولن" يكشف لـ"نورث برس" عن علاقة غولن بأردوغان
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال المؤرخ الأمريكي جان باول، كاتب أول سيرة تؤرخ حياة الزعيم التركي فتح الله غولن، أمس الثلاثاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفتح الله غولن كانا شركاء سياسيين حتى العام 2002 لينقلب أردوغان على جماعة غولن ويعتبرها "إرهابية".
ويلجأ أردوغان إلى خلق أعداء جدد ويوّزع تهم "الإرهاب" ويغيّر سياساته بما يتماشى مع هواه الانتخابي ومصالحه السياسية، بحسب "باول".
وقال إن "الكتاب ومن خلال سيرة (غولن) يحكي عن تناقض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وانقلابه على مبادئه وشركائه بحسب ما تتطلبه المصالح".
وكان أردوغان يعتبر نفسه "تلميذاً من تلاميذ غولن، وأنه أحد دعاة الحكم الديمقراطي المتَّسم بالحريات مع الحفاظ على الطابع الإسلامي للبلاد، حيث كان أردوغان من مؤيدي حقوق المثليين وكان يعد بإدارة استثنائية للبلد من صفاتها العدالة والديمقراطية، إلا أنه انقلب على كل هذا لنراه اليوم يساير الأكثر تطرفاً، ويتنازل للجيش في سبيل عقد التحالفات التي تبقيه في السلطة"، بحسب ما أظهر الكتاب.
وقال المؤرخ الأمريكي، إن "من يعرف سيرة الرجلان يدرك مدى تناقض أردوغان الذي بات يصف كل من يرتبط بغولن بالإرهابي رغم أنه كان أحد أهم أتباعه ورفاقه الفكريين، فيسعى اليوم إلى ما يصل إلى حد مطالبة واشنطن بتسليم غولن الرجل المسن ليزجه في السجن في تركيا".
إلا أن باول يؤكد بأن القانون الأمريكي يمنع إدارة ترامب من موافقة أردوغان على هذا الطلب.
حملات القمع
إلى ذلك، تستمر السلطات التركية بإغلاق وسائل الإعلام وحملات القمع لحرية التعبير.
وأعلنت السلطات التركية عن قيامها بإغلاق /٥٣/ صحيفة و/٢٠/ مجلة و/١٦/ قناة تلفزيونية و/٢٤/ محطة إذاعية و/٦/ وكالات أنباء بمقتضى القانون منذ المحاولة الانقلابية في ١٥ تموز/ يوليو ٢٠١٦ بما في ذلك صحيفة "زمان" التي كانت تعتبر واحدة من أكبر الصحف التركية.
واستمرت السلطات التركية في حملات القمع لحرية التعبير منذ العام ٢٠١٦ ليأتي إغلاق المؤسسات الإعلامية مرفقاً باعتقالات لعشرات الصحفيين حيث تم زج أكثر من /٤٧/ من صحفيي جريدة "زمان" في السجون التركية.
وترتبط عدد من المنافذ الإعلامية التي تم إغلاقها بفتح الله غولن، رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة، حيث تتهم الحكومة التركية غولن بأنه كان يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها الجيش وهو الادعاء الذي نفته جماعة غولن.
وأفادت "هيومن رايتس ووتش" بأن تركيا هي واحدة من أسوأ الدول بالنسبة لحرية الصحافة حيث كثفت الحكومة التركية حملات القمع في أوقات الحروب والأزمات ليتم اعتقال المئات وتخويفهم وملاحقتهم في ظل أزمة انتشار وباء كوفد – 19 بسبب نشرهم على مواقع التواصل أخباراً قالت الحكومة التركية إنها "تهدد الصحة العامة وتخلق الخوف والذعر وسط المواطنين".