باحث في مركز السياسات الأمنية بواشنطن: إيران ستدفع ثمناً "باهظاً" إن فاز ترامب
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال باحث في مركز السياسيات الأمنية في واشنطن، أمس الاثنين، إن إيران ستدفع ثمناً "باهضاً جداً" في حال فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.
وأوضح كايل شيدلر، الكاتب والباحث في مركز السياسات الأمنية في واشنطن، في حديث لـ"نورث برس"، أن "إيران التي هي محور هام في السياسات الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط ستبقى تحت الضغط حتى لو غير المشهد الانتخابي الإدارة التي ستحكم أمريكا".
وأشار "شيدلر"، إلى أن استطلاعات الرأي التي تظهر حتى الآن تقدّم جو بايدن في الانتخابات ليس بإمكانها التأكيد بأن بايدن قد يفوز، "فنحن لا نعرف بعد رأي الغالبية الصامتة التي انتخبت ترامب في العام ٢٠١٦ والتي تميل إلى عدم المشاركة في مثل هذه الاستطلاعات".
وأضاف، "من غير الواضح بعد إن كان رأي هذه الغالبية بترامب قد تغير خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، إلا أنه يقول بأن شخصية المرشح الديمقراطي جو بايدن، هي بالتأكيد أكثر قبولاً لدى الأمريكيين من شخصية هيلاري كلينتون المنافسة السابقة لترامب، وبالتالي هذا العامل قد يلعب دوراً في نتائج الانتخابات المقبلة ولو بشكل طفيف".
ضغوط مستمرة
وقال شيلدر، إن إيران التي هي محور هام في السياسات الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط، "ستبقى تحت الضغط حتى لو غير المشهد الانتخابي الإدارة التي ستحكم أمريكا".
وأوضح أن إعادة انتخاب ترامب ستعني أن "حملة الضغوطات القصوى ضد إيران ستتعزز ولن تزول وسيكون على أصدقاء إيران والدول التي حاولت التوسط لدى واشنطن لرفع العقوبات التعامل مع الواقع الجديد وهو محاصرتها بكل الوسائل لإجبارها على تغيير سلوكها السيء في المنطقة وهذا قد يدفع دول أخرى للانضمام إلى الاستراتيجية الأمريكية والاقتناع بأن جهود إدارة أوباما فشلت ولن يكون هناك عودة إلى التصالح مع النظام الإيراني بسلوكه الحالي".
وأشار شيديلر، إلى أن أنباء انتشرت مؤخراً نقلاً عن مستشار حملة جو بايدن للسياسات الخارجية بأن بايدن وعلى عكس توقعات الإيرانيين لن يرفع أي عقوبات عن إيران ولن يعود إلى سياسات عهد أوباما لأن الاعتقاد السائد هو أن إيران وصلت إلى مرحلة كبيرة من الضعف والانهيار وباتت إمكانية إجبارها على تغيير سلوكها أكبر من أي وقت مضى، "فالهيمنة الإقليمية لإيران مرفوضة من الحزبين والضغوطات عليها هي أمر يرغب به كل الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة".
نقل السفارة للقدس
وحول ما سيؤول إليه ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، قال شيدلر، إن ملف الصراع بات محكوماً بالتغييرات الجذرية التي أحدثتها إدارة ترامب فخطوات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هي أمر لن يتراجع عنه بايدن إذا تم انتخابه في نوفمبر المقبل.
إلا أن إدارة بايدن، "ستكون أكثر صرامةً مع إسرائيل من إدارة أوباما بكل تأكيد وهذا قد ينعكس على العلاقات العربية الإسرائيلية التي كانت تتطور في المرحلة السابقة، وقد يتجه هذا التطور في العلاقات إلى فتور في عهد بايدن"، بحسب شيدلر.
ضغوط على الصين
وحول العلاقات الأمريكية المتوترة مع الصين إثر انتشار وباء كوفيد – 19، أوضح شيدلر، أنه على الرغم من تأجيل العقوبات على الصين فإن الاستراتيجية الأمريكية ستكون قائمة على منع الصين من الاستفادة من الحرية الاقتصادية التي تمتعت بها في الدول الغربية كما سيكون هناك حزم أمريكي أكبر مع المناوشات العسكرية التي تقوم بها الصين تجاه جيرانها في شرق آسيا.
وأضاف، "الولايات المتحدة متوافقة على تحميل الحزب الشيوعي الصيني مسؤولية التستر على انتشار الوباء على أراضيها ونقله إلى دول العالم وهذا سيقود إلى حرب تجارية صارمة لن تنتهي عند حدود الولايات المتحدة فحلفاء أمريكا أيضاً منفتحين على فرض ضرائب وتعريفات كبيرة ستؤثر على قدرة الصين في التحرك التجاري في أمريكا وأوروبا".
ولفت شيدلر إلى أن السياسة الأمريكية طويلة الأمد ستستهدف الطموحات الجيوسياسية للصين بالتوسع، حيث تقوم الصين بحسب شيدلر بممارسة الضغوطات على الدول الفقيرة من خلال استغلالها اقتصادياً عبر مساعدتها بالقروض التي هي في الواقع "فخ" لإغراق هذه الدول في الديون.