باحث مصري: تلويح مصر بالورقة العسكرية تدخل شرعي للحفاظ على سيادة ليبيا

اسطنبول ـ القاهرة ـ نورث برس

 

أكد الباحث السياسي المصري والمختص في العلاقات الدولية "محمد البنداري"، أن استمرار تعنت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في ليبيا هوما دفع بمصر للتلويح بالورقة العسكرية، مشيراً إلى أن التدخل العسكري المصري في ليبيا في حال تم فهو "تدخل شرعي للحفاظ على السيادة المصرية".

 

كلام "البنداري" جاء في تصريحات خاصة لـ "نورث برس"، تحدث فيها عن أهمية هذه الخطوة المصرية والهدف منها وفيما إذا كانت ستغير من قواعد الاشتباك في ليبيا، والنتائج في حال تدخلت مصر في ليبيا ضد الأطراف المتدخلة وخاصة تركيا.

 

وقال "البنداري" إن "ذلك يأتي بعد المسار السياسي والجهد المصري في هذا المسار سواء في جنيف أو في اتفاق الصخيرات أو مؤخراً المبادرة المصرية للسلام، ولكن دون الالتزام بذلك من قبل حكومة السراج".

 

حلول سياسية

 

وبالتالي فإن مصر قد قدمت "كافة الحلول السياسية لجميع الأطراف المتصارعة في ليبيا وكذلك وقف إطلاق النار ولكن تعنت حكومة السراج المدعومة تركياً ورفضها الدائم لأي حلول سياسية هو ما دفع مصر للتلويح بورقة أخرى وهي الورقة العسكرية"، بحسب "البنداري".

 

وأضاف أن "هذا لا يعني تخلي مصر عن البديل السياسي ولكن هذا هو البديل المتاح الآن للدولة المصرية وفق ما يجرى من أحداث على الأراضي الليبية، وأيضاً عندما تعرض الأمن القومي المصري للخطر وهذا وفقاً للقانون الدولي تدخل شرعي للحفاظ على السيادة المصرية".

 

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حذر مؤخراً من تدخل مباشر للقوات المصرية في ليبيا، إذا واصلت قوات حكومة السراج تقدمها نحو سرت (450 كم عن العاصمة طرابلس)، التي تسيطر عليها قوات الجنرال خليفة حفتر.

 

وشدد "البنداري" على أن أهداف هذا التدخل ستكون حماية وتأمين الحدود الغربية لمصر بعمقها الاستراتيجي، وسرعة استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي.

 

ورأى أن "أي تدخل عسكري مصري في ليبيا سيقلب المعادلة الليبية ضد حكومة السراج وضد تركيا أيضاً وسيغير من موازين الاشتباك لصالح الجيش الليبي".

 

ردود فعل

 

وأثارت التصريحات المصرية ردود فعل غاضبة من الجانب التركي، متهمة مصر بأنها تسعى لـ "غزو ليبيا"، إذ قال "ياسين أقطاي" مستشار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في تصريحات قبل أيام، إن "المثير للدهشة والعجب أن بعضهم لا يزال يبحث عن ذريعة لغزو ليبيا، والسؤال هو هل إذا تم غزوها ستحل مشاكلك الداخلية والخارجية؟ أم ستزيد الأوضاع سوءاً؟".

 

وأضاف أنه "على من يهدد ليل نهار بغزو ليبيا أن يعلم أن هناك حكومة معترف بها عربياً و دولياً أعلنت مراراً رفضها التدخل العسكري المصري ورحبت بالتعاون السياسي مع القاهرة، فلماذا يبحث الجنرالات عن الحرب لا السلم؟".

 

وفي هذا الجانب قال "البنداري" إن "تركيا لن ترسل قوات برية تركية إلى ليبيا وترمي بهم في الخطوط الأولى للمجابهة مع الجيش المصري، لأن تركيا لن تبحث عن مواجهات عسكرية لأنها (أجبن) من أن تواجه الجيش المصري على الأراضي الليبية، فهي تبحث فقط عن دور سياسي تستطيع من خلاله أن تجد لنفسها ورقة تشير لتواجدها السياسي في ليبيا، ولكن إذا توجهت تركيا للمواجهة العسكرية فإنها ستكتفي بإرسال المزيد من المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا، وستقتصر مشاركتها على الدعم اللوجستي لا غير".

 

إدانات واسعة

 

ويلقى التدخل العسكري التركي في ليبيا إدانات واسعة من دول عربية وغربية، إذ أعربت جامعة الدول العربية في اجتماعها الطارئ الأخير بخصوص ليبيا عن رفضها لكل أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا (في إشارة للتدخل التركي).

 

وفي رد منه على سؤال حول موقف الدول العربية والغربية من التلويح المصري بالورقة العسكرية ضد أي تدخل خارجي بليبيا قال "البنداري"، إن "الدول العربية موقفها واضح وصريح سواء بالتصريحات السياسية الرسمية، أو من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجلسة الطارئة في الجامعة العربية مؤخراً، فهم يقفون في خط واحد مع الدولة المصرية للدفاع عن الأمن القومي المصري وأيضاً العربي الليبي كما أشار الرئيس السيسي في تفقده للقوات على الحدود المصرية الليبية".

 

وتابع "أما بالنسبة للدول الغربية فإن التأييد والدعم الأوروبي لمصر ولوقف إطلاق النار كان واضحاً، وكذلك في تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن فرنسا تقدر القلق المصري من تردي الأوضاع في ليبيا وتأثير ذلك عليها، كذلك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي دعا لوقف توريد السلاح لليبيا ودعم وقف إطلاق النار".

 

وختم بالقول إن "هناك إجماعاً دولياً عن دعم المسار السياسي، ولكن الطرف الليبي المدعوم تركياً هو من يؤجج الصراع ويذهب لجلب المرتزقة والمقاتلين ولا يلتزم بما يُتفق عليه، لذلك جاء التلويح المصري بالورقة العسكرية كخيار شرعي للحفاظ على السيادة الليبية وكذلك المصرية".

 

وتحاول تركيا عبر إعلامها الرسمي، توجيه أصابع الاتهام إلى دول خليجية وخاصة "السعودية والإمارات" لدفع مصر باتجاه الحرب في ليبيا.