توتر في العلاقات الإيرانية الأمريكية.. طهران تهدد بتصدير السلاح وواشنطن تفرض عقوبات
نورث برس
تشهد العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، توتراً متصاعداً، إذ هددت طهران بتصدير السلاح وتطوير قدراتها العسكرية إضافة لتصدير النفط، في حين ردت واشنطن بفرض عقوبات على ناقلات النفط التي أرسلتها إيران إلى فنزويلا.
وقال وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، الخميس، إن بلاده ستتمكن من تصدير السلاح على الرغم من المساعي الأمريكية لتمديد حظر التسلح.
وأضاف حاتمي، أثناء مراسم تسليم /3/ طائرات حربية جديدة من طراز "كوثر" إيرانية الصنع للقوة الجوية، صباح اليوم، أن "أمريكا تناست بأن إيران ورغم العقوبات المستمرة عليها طيلة /40/ عاماً تمكنت من الوصول إلى قوة ردع لا يستهان بها".
وشدد على أن بلاده لن تأخذ الموافقة من "أمريكا وغيرها فيما يتعلق بتطوير وتوسعة القدرة الدفاعية الإيرانية".
وجاءت تصريحات حاتمي، رداً على مساعي الولايات المتحدة تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.
وتخضع إيران إلى غاية تشرين الأول/ أكتوبر لحظر الأسلحة المرتبط بالقرار (2231) بعد أن صادقت على الاتفاق النووي الدولي المبرم معها في 2015.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق إن مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، والمبعوث الأمريكي الخاص بشؤون إيران، برايان هوك، قدما إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن مشروع قرار أمريكي لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران قبل انتهائه في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
مشروع لتصدير النفط
دشن الرئيس الإيراني حسن روحاني، عبر الفيديو، الخميس، مشروعاً يمكن طهران من تصدير نفطها من بحر عمان.
وجاء المشروع في إطار خطة ترمي إلى تقليل الاعتماد على تصدير النفط عبر مضيق هرمز، على ألا يبدأ العمل به حتى آذار/ مارس المقبل.
ووصف روحاني المشروع بالاستراتيجي، وأنه "ضامن للأمن الاقتصادي وأمن الطاقة الإيرانية. وأن تصدير النفط من ميناء جاسك في بحر عمان، سيجعل إيران قادرة على مواصلة تصدير النفط في حال إغلاق مضيق هرمز لأي سبب".
وقال روحاني: "العديد من دول المنطقة، تمكنت من إيجاد طريقة بديلة لتصدير نفطها، في حال تعرض مضيق هرمز لأي مخاطر، وذلك عبر نقل النفط إلى البحر الأحمر أو خليج عمان أو حتى البحر المتوسط".
وتابع روحاني بأن "إيران هي الدولة الوحيدة التي ستتوقف صادراتها النفطية بالكامل، في حال أغلق مضيق هرمز لأي سبب كان" مضيفاً أن المشروع يجعل "زبائن النفط الإيراني أكثر وثوقاً بنا".
وقال روحاني إن شعار إيران بأن "نحن في مضيق هرمز ونحن الضامن لأمنه" شعار صحيح لكنه قد يخلق مشكلة كبيرة لإيران، وإنها "عبر تدشين المشروع تكون قد تجاوزت هذا الخطر".
وأشار روحاني إلى أن العقوبات الأمريكية فشلت في إخضاع إيران وخلقت فرصة لها للاعتماد على نفسها.
ويشمل المشروع مد خط أنابيب نقل النفط من منطقة "غورة" في بوشهر (جنوب) الى منطقة "جاسك" (جنوب شرق) المطلة على بحر عمان.
ويستهدف المشروع نقل مليون برميل من الخام الثقيل والخفيف يومياً من غورة إلى جاسك عبر أنبوب بقطر /42/ بوصة وبمسافة /1000/ كم، كما يشمل إنشاء /11/ محولاً كهربائيا وخطوط نقل للكهرباء بطول /180/ كم، إضافة إلى إنشاء محطة تصديرية للنفط و/20/ خزاناً بطاقة استيعابية إجمالية /10/ ملايين برميل ورصيف نفطي.
وهددت إيران مراراً بإغلاق مضيق هرمز، في إطار صراعها مع الولايات المتحدة، المتزايد بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على طهران، مستهدفة عدة قطاعات أبررها قطاع الطاقة.
مواجهة العقوبات
قالت الخارجية الإيرانية، إن إيران وفنزويلا ستواجهان "بصلابة" العقوبات الأمريكية المفروضة عليهما، وذلك بعد فرض الخزانة الأمريكية، عقوبات على خمس قباطنة سفن إيرانيين، قادوا ناقلات حملت الوقود الإيراني إلى فنزويلا الشهر الماضي.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي، في تغريدة على تويتر، أن العقوبات الأمريكية على القباطنة تعكس فشل حملة الضغوط القصوى التي تشنها الولايات المتحدة على بلاده.
وتوعدت واشنطن بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، في مجلس الأمن، في حال فشلت في تمديد حظر التسلح على إيران.
وفرضت واشنطن أمس الأربعاء، عقوبات على قادة خمس ناقلات نفط إيرانية حملت إمدادات إلى فنزويلا، وذلك في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز الضغط على نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن "البحارة الذين يقومون بالتجارة مع إيران وفنزويلا سيواجهون عواقب ذلك حيال الولايات المتحدة".
وأضاف أن "موجودات هؤلاء القباطنة سيتم تجميدها وستتأثر مسيراتهم المهنية وآفاقهم ستتأثر بذلك". وأعلن عن إدراج أسمائهم على اللائحة السوداء للخزانة الأمريكية.