لوحت بـ "استخدام كل الإجراءات".. مصر تحشد عربياً ضد "التدخلات التركيّة في ليبيا"

القاهرة- نورث برس

 

أكدت مصر، الثلاثاء، عدم توانيها أبداً عن اتخاذ كل إجراء كفيل بـ "منع وقوع ليبيا تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة".

 

وجاء ذلك أثناء أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والذي عقد بطلب من القاهرة، وذلك عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".

 

وحذرت القاهرة من تبعات التدخلات الأجنبية (في إشارة للتدخل التركي) في الشأن الليبي، وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في كلمته،إن تواصل التدخلات الأجنبية على الأراضي الليبية لدعم تلك الجماعات والميليشيات "الإرهابية"، وسياستها التخريبية عبر نقل المرتزقة الأجانب والإرهابيين من سوريا إلى ليبيا، يزعزع الاستقرار والأمن الداخلي الليبي، ويمثل تهديداً جسيماً للأمن القومي العربي على نحو يحتم تكاتف الدول العربية لوضع حد لتلك الممارسات المزعزعة للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

 

وجدد الوزير المصري التأكيد على موقف القاهرة الثابت من الأزمة الليبية، موضحاً أن بلاده قد حرصت على العمل عبر كافة الوسائل الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين مختلف الليبيين من أصحاب التوجهات الوطنية، وانخرطت في جميع المبادرات الدولية الهادفة للتوصل لتسوية سياسية في ليبيا، وصولاً إلى احتضان المبادرة السياسية الليبية- الليبية التي أطلقها رئيس مجلس النواب الليبي وقائد الجيش الليبي بمشاركة ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم /6/ حزيران/ يونيو الجاري، والتي جاءت متسقة بشكل كامل مع خلاصات برلين والقرارات الدولية ذات الصلة بليبيا.

 

وشدد وزير خارجية مصر، على اهتمام مصر البالغ بإنجاح كافة مسارات برلين السياسية والاقتصادية، فضلاً عن مسار (5+5) الذي سيضع الترتيبات الأمنية والعسكرية المتوافق عليها، مؤكداً دعم القاهرة بقوة لهذا المسار بالتنسيق مع جهود الأمم المتحدة.

 

كما أشار وزير الخارجية إلى أهمية العمل على استعادة الاقتصاد الليبي عافيته، عبر إصلاح المؤسسات تحت نظر البرلمان، وتفعيل مؤسسة النفط والبنك المركزي في إطار من الشفافية والتوزيع العادل للثروة والرقابة على أوجه الصرف، وهي الأمور التي ستناقش ضمن المسار الاقتصادي الذي تساهم مصر بقوة في دفعه.

 

استنكار واسع

 

إلى ذلك، عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن الاستنكار الواسع لـ "التدويل المتزايد المرفوض للأزمة الليبية"، مع تفاقم التدخلات العسكرية الأجنبية المكشوفة في الصراع، والخروقات المتكررة والمعلنة لحظر السلاح على كافة الاتجاهات، والاستقدام المنهجي للمرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى ساحة المعركة، وهو ما جعل من ليبيا مسرحاً آخر – وبامتياز – للتدخل الخارجي والاستهداف الإقليمي لإحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

 

ودان أبو الغيط كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في هذا البلد العربي، موضحاً أن قرارات مجلس الجامعة واضحة وثابتة في هذا الخصوص، وهي أكثر وضوحاً فيما يخص التدخلات الإقليمية الأوسع في الشؤون الداخلية للدول العربية.

 

كما شدد على الرفض المطلق لأية حلول عسكرية للوضع الليبي، "فلن يحقق الخيار العسكري انتصاراً لأي طرف، ولن يحقق العمل العسكري سلاماً أو يُرسي استقراراً على كامل التراب الليبي".

 

ولفت إلى أن أية ترتيبات لوقف إطلاق النار لن تنجح أو تصمد طويلاً على الأرض ما لم تكن مصحوبة بالتزامات وأحكام واضحة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، وتفكيك وتسريح الميليشيات المسلحة التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة، والحيلولة دون استمرار التدخلات العسكرية الأجنبية التي لا تهدف إلا لتحقيق أطماع ومصالح القائمين عليها