معهد "بيغن": للكرد دور حاسم في انتخابات 2023 في تركيا

هديل عويس – واشنطن – نورث برس

 

أفاد معهد "بيغن – السادات"، في دراسة جديدة أعدها الأسبوع الجاري، أن أصوات الكرد في تركيا سيكون لها الأثر الحاسم في الانتخابات الرئاسية للعام 2023.

 

وبحسب دراسة المعهد، فإن أعداد المصوّتين في الانتخابات من الكرد ارتفعت من /4.1/ بالمئة من إجمالي الأصوات إلى /13.1/ بالمئة، حيث يشهد المجتمع الكردي طفرة في أعداد الولادات ما يشكّل سلاحاً ديموغرافياً جديداً بيد الكرد.

 

ويبلغ معدّل الولادات من الكرد /3.41/ مقابل /2.09/ كمعدل ولادات للأتراك، وبحسب رأي المعهد فإن هذه الأرقام تشير إلى أن الكرد سيكون لهم "حصة الأسد" في تقرير مصير الانتخابات المقبلة في تركيا.

 

وجاء في دراسة المعهد، أن هذه الحقائق التي يعرفها أردوغان تضعه أمام خيارات صعبة ومتناقضة، فإذا أراد الفوز في ظل مساره السياسي الحالي سيكون بحاجة إلى دعم شديد من القوميين المتشددين ضد الكرد وبالتالي عليه أن يستمر بسياسات متشددة تصعيدية ضد الكرد.

 

إلا أن هذه السياسات، وبحسب الدراسة، ستضمن بالمقابل خسارته للمزيد من الناخبين الكرد وخاصة الطبقة المتعلمة، والتي تزداد في أوساط مجتمع الكرد في تركيا ولا ترغب برؤية أردوغان في السلطة في المستقبل.

 

وبحسب الإحصائيات التي يتحدث عنها المعهد، فإن وصفة انتشار "الإسلام السياسي" التي جاء بها أردوغان، جعلت أتباعه يؤمنون بما دعا إليه قادة آخرون مثل حسن البنا وسيد قطب وغيرهم، على تشجيع الإسلاميين لنشر سياساتهم عبر الفوز بالانتخابات، فكانت القناعة بخط الإسلام السياسي تدفع فئة من الإسلاميين من الترك إلى انجاب عدد كبير من الأبناء وعلى الأقل ثلاثة أبناء مثلما طلب منهم الرئيس التركي أردوغان في أكثر من مناسبة.

 

وشهدت هذه العادة تراجعاً بعد /١٨/ سنة من سيطرة "الإسلام السياسي" على مفاصل الحكم ولم يكن من السهل في المستقبل صعود الإسلاميين عبر زيادة نسبتهم في التركيبة السكانية.

 

ويتحدث المعهد عن التصاعد الملحوظ في مشاركة الكرد وتأثيرهم كمكوّن يتمدد ديموغرافياً في تركيا عبر السنوات، حيث كانت أصوات الكرد قد انتظمت لأول مرة تحت مظلة مؤسسية لحزب سياسي في العام 1994، ليتمكن حزب الشعوب الديمقراطي من كسب /1.1/ مليون صوت أي /4.1/ من إجمالي الأصوات في الانتخابات البرلمانية التركية، ثم /4.8/ بالمئة من الأصوات في انتخابات العام 1999 ثم بـ/6.2/ بالمئة من نسبة إجمالي الأصوات في العام 2002، ليغيّر بعض الكرد مسارهم السياسي في تركيا بعد ذلك ويدخلوا السباق كمرشحين مستقلين ليتجاوزا عتبة الـ/10/ بالمئة ويحصل الكرد المستقلون على /20/ مقعداً في البرلمان التركي ثم /35/ مقعداً في انتخابات العام 2011.

 

ويخلص المعهد، إلى أن هذه الأرقام المتصاعدة تنبئ بخطر محدّق بحظوظ أردوغان في الانتخابات المقبلة، خاصة أن اعتقال صلاح ديمرتاش، القيادي في حزب الشعوب الديمقراطي، والتضييق على أعضاء حزبه واعتقال مشرعيه بات حافزاً أكبر للكرد للتأثير في الانتخابات التي يجب أن يفكّر أردوغان جيداً قبل أن يخوضها بسياسته الحالية التي تمد العصا والتهديد للكرد، بينما تبقى حظوظه متأرجحة في أوساط القوميين رغم كل سياساته العدوانية تجاه الكرد، بحسب الدراسة التي أعدها معهد "بيغن – السادات".