سياسي ليبي: فك التشكيلات المسلحة ونزع سلاحها "المهمة الأصعب" في الحل السياسي
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
قال سياسي ليبي، الخميس، إن فك التشكيلات المسلحة ونزع سلاحها "المهمة الأصعب" في ظل المفاوضات التي تجري بين طرفي الصراع الليبي تمهيداً للحل السياسي.
واستؤنفت محادثات عسكرية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، أمس الأربعاء، بين طرفي النزاع كما أعلنت الأمم المتحدة في نيويورك مشيدة بـ"خطوة أولى إيجابية".
وتحدث السياسي الليبي، رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، محمد العباني، عن أبرز العقبات التي تعرقل التوصل لاتفاق عسكري وسياسي بين طرفي النزاع في ليبيا، بعدما تم توصل الطرفين مؤخراً إلى "هدنة" لبدء محادثات وقف إطلاق النار، وترحيب بعثة الأمم المتحدة لليبيا بجولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين تمهيداً للحل السياسي.
وقال العبّاني، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس": "نحن نتمنى حدوث ذلك (التقدم في إطار العملية السياسية)، ولكن شروط الطرفين (القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة السراج المدعومة من تركيا) هي شروط صعبة ومُعجِّزة".
خروج المقاتلين
وعمَّا تردد بشأن ملف التوافق على خروج المقاتلين الأجانب من ليبيا ضمن الجولات المرتقبة من المفاوضات، قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع: "نعم، نتفق على خروج المقاتلين، ولكن من الصعب فك التشكيلات المسلحة ونزع سلاحها".
وشدد العباني على أن تلك التشكيلات "توغلت وتغولت بشكل كبير جداً، صار معه من الصعب مثولها تحت بنود الاتفاق"، لافتاً إلى أنه "بالنسبة للعسكريين النظاميين من الطرفين لا يمكن أن يكون هناك اختلاف بينهم، لاسيما وأن لديهم معرفة جيدة بما يدور داخل البلاد، ويسعون إلى إيقاف الفوضى".
وأفاد بأن "المشكله التي تواجهنا الآن كليبيين هي انتشار السلاح والتشكيلات المسلحة، بخاصة المنطقة الغربية، وأنهم لا يمتثلون تحت أي سلطة في الدولة"، وبالتالي فإن الحل -من منظور العباني- مرتبط بـ "وجوبية أن يكون متوازياً بين الجانبين العسكري والسياسي".
وقال إن ذلك يكون من خلال "تشكيل حكومة وحدة وطنية ستساعد كثيراً في التوافق وإنهاء الصراع". وحول ما إن كانت المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، هي المبادرة الأقرب لذلك التصور، قال: "نعم، هي الأقرب للتسوية".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أعلنت الثلاثاء، أن الطرفين وافقا على استئناف محادثاتهما بعد تعليقها لأكثر من ثلاثة أشهر.
وتهدف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم ضمن حوار جنيف في شباط/فبراير.
مطار طرابلس
وأعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، التي تعترف بها الأمم المتحدة أمس الأربعاء، استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي الواقع جنوب العاصمة الليبية بعد معارك عنيفة مع القوات الموالية للمشير خليفة حفتر استمرت ساعات.
ويعتبر مطار طرابلس الدولي، المطار المدني الأكبر في ليبيا لكنّه خارج الخدمة منذ 2014 بعدما شهد مواجهات عسكرية.
وبدأت عملية مطار طرابلس صباح الأربعاء، عبر شن ضربات بواسطة طائرات بدون طيار استهدفت أهدافا ومواقع لآليات قوات حفتر داخل طرابلس.
وتشن قوات حكومة الوفاق منذ ما يقارب الأسبوعين، عمليات برية واسعة نجحت في فرض طوق كامل على المطار قبل التمكن من دخوله الأربعاء.
ولم تصدر القوات الموالية للمشير حفتر حتى الآن أي تعليق على خسارتها المطار، وهي الأكبر منذ خسارة قاعدة "الوطية" الجوية الشهر الماضي بعملية عسكرية شنتها قوات حكومة الوفاق الوطني مدعومة بطائرات تركية بدون طيار نهاية شهر آذار/ مارس الماضي.
وسبق ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غربا وصولا إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق بالكامل.
ومنذ نيسان/ أبريل من العام الماضي، تشن القوات الموالية لحفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس.
وجراء التدخلات الخارجية المتزايدة في ليبيا والتي زادت منذ العام الماضي، تفاقم النزاع في ليبيا.
وتأتي التطورات الأخيرة بعيد إعلان الأمم المتحدة استئناف محادثات عسكرية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا.
وأبدت الرئاسة الفرنسية الأربعاء في بيان "قلقها البالغ" إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا، متخوّفة من اتّفاق بين تركيا وروسيا "يخدم مصالحهما" على حساب مصلحة البلاد.