زيارة سرية لرئيس الموساد إلى مصر.. وتباين المواقف العربية تجاه "الضم"

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، إن رئيس "الموساد" يوسي كوهين، قام بزيارة سرية منذ أيام إلى مصر حيث التقى قادة أمنيين، وبحث معهم مسألة ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، والردود الفلسطينية المحتملة.

 

وقال استاذ العلاقات الدولية في جامعة "بيرزيت" الدكتور جورج جقمان، إن هذه الزيارة لا تعني بالضرورة أن مصر تؤيد خطوة الضم، بل من الممكن أن يكون موقف القاهرة مختلف عن بعض الدول العربية الأخرى،؛ إذ تخشى القاهرة أن عملية الضم ستوتر الأوضاع الميدانية وخاصة في قطاع غزة المجاور لمصر.

 

وأضاف جقمان في حديث لـ"نورث برس" أن هناك خلافات إسرائيلية حول خطوة الضم وفرض القانون الإسرائيلي في مناطق بالضفة الغربية وغور الأردن، مشيراً إلى أن الخلاف يأتي من منطلق الخشية من تفجر الوضع الميداني وتوتر العلاقات مع دول عربية.

 

ولم يستبعد جورج جقمان أن يذهب نتنياهو إلى تطبيق خطوة الضم عبر إجراءات مرحلية وبهدوء حتى يتحاشى الانتقادات الدولية أو أي رد فعل محتمل من الناحية الميدانية.

 

من جهته، قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان لـ"نورث برس" إن الإعلام الإسرائيلي اعتمد في نشر النبأ عن الزيارة السرية لرئيس الموساد إلى القاهرة على مصدر فلسطيني، بينما لم تتطرق الجهات السياسية والأمنية في تل أبيب إلى أي تفصيل عن الموضوع.

 

بيدَ أنّ "نيسان" تحدث عن مواقف عربية متباينة إزاء خطوة الضم الإسرائيلية المرتقبة، مشيراً إلى أن دولاً عربية أبدت موقفاً مغايراً لذلك الذي تعلنه في الإعلام، حيث أبدت "موافقة" على مسألة الضم ولكن بعضها له وجهة نظر معارضة لطريقة الإعلان التي من شأنها أن تؤدي إلى تفجير الوضع الميداني.

 

ويوضح "نيسان" أن هذه الدول العربية تقول في الغرف المغلقة "لقد قدمنا تضحية كبيرة للقضية الفلسطينية… ولكن لم يحدث أي إنجاز بعد مرور /72/ عاماً على حرب 1948.. لقد تعبنا من القضية".

 

وبين "نيسان"، أن السؤال المركزي هو "ماذا سيكون موقف نتنياهو بعد شهر من اليوم؟… هل يصر على إعلان "السيادة" في ظل معارضة حزب "كاحول-لافان" وأوساط أمنية إسرائيلية؟، وماذا سيكون موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خاصة وأنه يعاني مشاكل داخلية كبيرة؟.

 

ويرى المحلل الإسرائيلي أن نتنياهو سيطرح خطوة الضم على الكنيست للمداولة والنقاش وربما يؤجل التطبيق، لكنه يشدد على وجود مخاوف إسرائيلية بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في رئاسة الولايات المتحدة؛ ما يعني أن فرصة الضم "التاريخية" ستضيع حينئذ.. وهذا بالمحصلة يدفع اليمين في إسرائيل إلى سباق مع الزمن من أجل تنفيذ الخطوة قبيل الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة.