جدل "القبة الحديدية" و"الليزر".. دليلٌ على عدم جاهزية إسرائيل للحرب
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
يدور جدل في إسرائيل، بعيداً عن الإعلام، بين علماء وخبراء الفيزياء من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى، حول المنظومة الصاروخية الدفاعية الأكثر جدوى والأقل تكلفة في أي حرب محتملة إذا ما اندلعت.
ويتركز الجدل حول منظومة الليزر الدفاعية، ليس المقصود منظومة جديدة لاعتراض البالونات الحارقة، بل المقصود منظومة "السكاي غارد". فبحسب المؤيدين هي قادرة على تقديم دفاع أفضل بكثير عن الجبهة الداخلية، بتكلفة أقل بكثير في كل عملية اعتراض لصاروخ مقارنة بالقبة الحديدية مثلاً.
ويعتبر المقال الذي كتبه المحلل السياسي الإسرائيلي، بن درور يميني، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" من المقالات النادرة التي تسلط الضوء على هذه المسألة الحساسة، حيث يكشف عن أن تكلفة بطارية واحدة من منظومة القبة الحديدية تصل إلى /100/ مليون دولار، فيما يُكلف كل صاروخ خمسين ألف دولار.
ويُقارن بن درور في مقاله بين تكلفة مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحماس مثلاً.. فبينما تكون التكلفة المالية عالية إسرائيلياً، تستطيع حركة "حماس" تدمير إسرائيل بواسطة إنتاج ضخم من الصواريخ البدائية التي يكلف الصاروخ الواحد منها بضع عشرات من الدولارات. "جميل أن يوجد دفاع، لكن المقارنة مدعاة للقلق. منظومة الليزر بحسب المؤيدين لها، من المفروض أن تكلف أقل بكثير، وكل عملية اعتراض ستكلف مئات الآلاف من الدولارات، لا عشرات الآلاف".
لكنّ بن درور ينقل عن صديقه البروفيسور في مجال الفيزياء- دون ذكر اسمه كونه يشارك في نقاشات أمنية حساسة- قوله إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل منغلقة ولا تتعاطى بانفتاح مع مقترحاتهم بشأن منظومة الليزر.
بيدَ أنّ المحلل الإسرائيلي يقول إنه رغم محاولته أن يفهم من معارضي الليزر ما هي حججهم، فإنه وجد أمام كل حجة رد عليها من جانب المؤيدين.
ويتابع: "بالنسبة إلى شخص عادي مثلي، بدا لي أن مؤيدي الليزر أكثر إقناعاً بكثير. هم مجموعة رصينة جداً من العلماء ومطوري العتاد القتالي، ليس لديهم مصلحة شخصية. كلهم قلقون من عملية اتخاذ القرارات. وهم غاضبون على انغلاق المؤسسة الأمنية. ويتخوفون من حدوث تقصير وطني كبير".
وتعتبر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الأخطر من ذلك، الخوف من أن يكون المعارضون لليزر هم أسرى النظرية، مضيفة "مررنا بذلك سابقاً وكلفتنا النظرية آلاف القتلى. لا يوجد نظام سلطوي وإداري لم يدخل في وقت ما في مرحلة (أنا أو لا أحد) لأسباب تتعلق بالنظرية. لذا من المهم أن ندعو إلى اليقظة، وأن نكون يقظين، وأن نجري هذا النقاش بعقل منفتح، ومن المفيد التوظيف في هذا النقاش حتى لو اتضح في نهاية الأمر أن الكثير من الخبراء والعلماء هم دجالون ولا يفقهون شيئاً. لكن لو كان هناك فرصة واحدة من عشرة أن يكونوا على حق، فإن الاستماع إلى حججهم ليس اختياراً بل هو واجب".
الواقع، أن مصادر مطلعة أفادت لـ"نورث برس" أن هذا الجدل الحاصل بين الخبراء والعلماء من ناحية والمؤسسة الأمنية من ناحية ثانية بشأن المنظومة الأقل تكلفة والأكثر جدوى في اي حرب، يرتبط تماماً بنقاش مستمر داخل إسرائيل حيال مدى استعدادها للحرب.
غير أنّ هذه المصادر تشدد على أن الجدل المذكور ليس السبب الوحيد في عدم ذهاب إسرائيل إلى الحرب الشاملة، بل لأنها تعتقد أن استراتيجية "بين الحروب" كافية في هذه المرحلة لـ"لجم العدو وتحييده دون أي تكلفة لإسرائيل"، فلماذا الذهاب إلى الحرب إذاً؟.
في المقابل، تخرج أوساط في إسرائيل، مطلعة على سير النقاش الدائر بهذا الخصوص، لتقول "هناك إجماع على أن إسرائيل غير مستعدة للحرب المقبلة ضد إيران وحزب الله".