رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
تعكس تغطية الإعلام الإسرائيلي للذكرى العشرين لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان والتي تحل هذه الأيام، المزاج الاستراتيجي لدى إسرائيل والذي ينتهز الذكرى كفرصة لـ"استخلاص العبر والأخطاء".
وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" صدر صفحتها الأولى، اليوم السبت: "في الذكرى الـ/20/ للانسحاب الإسرائيلي من لبنان: /18/ عاماً في لبنان، /15/ منها في الجنوب، و(1216) جندياً قتلوا خلال تلك المدة".
كما واعتبرت الصحيفة أنه بعد مرور عقدين على الانسحاب، فإن كل من خدم في لبنان من جنود إسرائيل لم يعد نفس الشيء.. في محاولة منها لاستعراض تأثيرات تلك الفترة على الجنود نفسياً وجسدياً.
أما صحيفة هآرتس، فقد ارتأت أن تغطي الذكرى، من خلال التركيز على المشروع الرقمي الذي قالت إنه يبعث الحياة بالمعسكرات في "الحزام الأمني" على الحدود مع لبنان.
بدوره، قال موقع "واللا" الإلكتروني إنه بعد /20/ عاماً من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، فإن "حزب الله الذي يأسر لبنان سيشعل الشرق الأوسط بمواجهة مرتقبة".
بينما استذكرت القناة الإسرائيلية "١1" الذكرى العشرين للانسحاب عبر التركيز على حرب تموز ٢٠٠٦، مشيرة إلى أنه "في المعركة الأخيرة الأكثر نسياناً: أطلق فيها /800/ قذيفة".
وفي مقال تحليلي لصحيفة "معاريف" قبل أيام قليلة، وجهت الصحيفة نقداً قاسياً لفكرة الانسحاب أساساً، لدرجة أنها وصفته بـ"الانسحاب المهين والمذعور: عتاد عسكري كثير، بعضه سري للغاية، تُرك هناك".
واعتبر المحلل السياسي "د.حاييم مسغاف" في مقاله بـ"معاريف"، أن تداعيات الانسحاب الإسرائيلي من لبنان لا تزال حاضرة إلى الآن.
وواصل "مسغاف" نقده اللاذع للانسحاب، حيث كتب: "أرادوا أن يحذوا حذو نصر الله. لا يوجد انسحابات انطلاقاً من القوة. الانسحابات هي دائماً علامة ضعف، وهذا فهمته جيداً التنظيمات في قطاع غزة. الضعف تحول وهناً. جنود خُطفوا من دون رد. ومنذ الانسحاب التعيس من الحزام الأمني الذي ترددت أصداؤه في المنطقة كلها، الجيش الإسرائيلي يلاقي صعوبة في الانتصار".
وبالتركيز على الحاضر، أفاد مصدر أمني إسرائيلي لـ"نورث برس"، أن الأجهزة الإسرائيلية تراقب عن كثب أي نشاط لعناصر حزب الله على الخط الأزرق الفاصل، معتبرة أن الانتشار العسكري للحزب على هذا الخط يزيد فرص التصعيد.
وبالرغم من أن حزب الله وإيران حلف واحد، إلا أن المصدر يقول إن الأمن الإسرائيلي يفرق في استراتيجية المواجهة بين الاثنين.. فالحزب أشد خطراً- من وجهة النظر الإسرائيلية- لدرجة أنه وصف الأمين العام للحزب حسن نصر الله "خليفة" قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، حيث تولى نصر الله بعد اغتيال سليماني قيادة مشروع إيران في المنطقة، ولا سيما "ملف الجولان".
وفي السياق، يقول معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي، إن قدرة حزب الله على القيام بهجوم بري مفاجئ في عمق إسرائيل تزيد كثيراً من الضغط على قادة إسرائيل لاتخاذ قرار بهجوم استباقي. ويضيف المعهد "في ضوء الخطر الذي تشكله قوات الرضوان على المستوطنات القريبة من حدود إسرائيل، وعدم وجود عمق بين التهديد وأهدافه، تزداد أهمية الاعتبارات التي تضغط نحو قرار مسبق بمهاجمة التهديد قبل تحققه".