رئيس مجموعة العمل الوطني في ليبيا: ما يجري في ليبيا هو استعمار تركي
اسطنبول ـ بنغازي ـ نورث برس
وصف رئيس مجموعة العمل الوطني في ليبيا "خالد الترجمان"، ما تقوم به القوات التركية والمقاتلين السوريين التابعين لها في ليبيا بـ"الاستعمار التركي"، مشيراً إلى أن ما يؤكد هذا الأمر هو إطلاقهم اسم "كمال أتاتورك" على قاعدة "الوطية" العسكرية التي سيطروا عليها بسبب "خيانة" بعض الأطراف.
وقال "الترجمان" في تصريحات خاصة لـ "نورث برس"، إن "تركيا لم تعد تخفي وجهها القبيح من تدخلها السافر في الشأن الليبي وسيطرتها الآن على القرار العسكري والسياسي في غرب البلاد، تمهيداً للسيطرة الاقتصادية على موارد وثروات الليبيين من خلال الاتفاقية العسكرية واتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السراج صنيعة المخابرات البريطانية في مهزلة الصخيرات".
وأضاف، أنه رغم بيان الدول الخمس (مصر، قبرص، اليونان، الإمارات وفرنسا) بشأن التهديدات التركية في المتوسط بخصوص التنقيب في سواحل قبرص وتدخلها العسكري في ليبيا، "إلا أن أردوغان ماضٍ في مسيرته لإعادة استعمار ليبيا التي يدعي أن لديه في بلادنا مليوناً من أصول تركية يجب حمايتهم، كما أنه لا يتورع عن استعمال الدول العربية في غربنا كمسرح إمداد لوجستي لعملياته الإجرامية في ليبيا".
وعدد "الترجمان" الأسباب التي وقفت وراء سقوط قاعدة "الوطية" قائلاً، إن "القصف من البوارج التركية طيلة الأسبوع الماضي، وكذلك قصف القاعدة بالطيران المسير والمدفعية تمهيداً لدخولها، واستعمال الحدود التونسية والمطارات التونسية والحدود الجزائرية، وكذلك الصمت الجزائري".
وأضاف "الترجمان" أن "كل ذلك ساهم في الانسحاب من قاعدة الوطية (عقبة ابن نافع) اليوم فجراً، ليدخلها الحشد الميليشاوي والمرتزقة السوريين، وتتحرك الاستخبارات التركية من الحدود التونسية إلى القاعدة وكذلك المعدات والأجهزة العسكرية والملاحية لاستعمال القاعدة لتحركاتهم القادمة، ويكفي إطلاقهم على القاعدة اسم قاعدة مصطفى كمال أتاتورك".
وختم "الترجمان" حديثه بالإشارة إلى أعداد المعتقلين والقتلى من السوريين الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا، وقال إن "المقاتلين السوريين بالعشرات في سجون بنغازي، والقتلى تجاوزوا الـ/1500/ من المرتزقة السوريين".
وتعتبر "قاعدة الوطية الجوية" من أكبر القواعد العسكرية في المنطقة الممتدة من غربي العاصمة طرابلس إلى الحدود التونسية، ومنذ /6/ أعوام تدير قوات خليفة حفتر تلك القاعدة وتتخذ منها مركزاً لقيادة عملياتها العسكرية.
وأعلن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، أمس الاثنين، "السيطرة على قاعدة الوطية الجوية".
بدوره، أعلن المتحدث باسم "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، اللواء أحمد المسماري، اليوم الثلاثاء، أن القيادة العامة قررت إعادة التمركز في بعض المحاور بطرابلس، في عملية وصفها بأنها "عسكرية تعبوية بحتة".
وأشار المسماري إلى أن ما حدث خلال الساعات الماضية، في قاعدة الوطية، كان عملية "انسحاب ناجحة بامتياز" من القاعدة إلى "نقطة التجمع الثانية".
وكشف المتحدث العسكري أن قرار الانسحاب اتخذه المشير خليفة حفتر بناء على تقرير من آمر المنطقة العسكرية الغربية، وأن عملية الانسحاب بدأت منذ /3/ أو /4/ أشهر، بسحب الطائرات والآليات من الوطية، وصولاً إلى سحب الأفراد مؤخراً تحت غطاء جوي.
وشدد المسماري على أن قاعدة "الوطية" ستعود إلى سيطرة الجيش قريباً، "وسيتم تغيير اسمها، ولن تكون باسم تركي، كما يتردد الآن"، مشدداً أيضاً على أن "المعركة لم تنته".