سياسي ليبي: ليبيا تحوّلت لساحة حرب دولية

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

قال سياسي ليبي، الأحد، إن بلاده تحوّلت إلى "ساحة حرب دولية"، واصفاً الوضع الراهن بـ "المعقد"، والذي "لا يبدو في الأفق حلاً مباشراً له"، ذلك في ظل التدخلات الخارجية، وإرسال المقاتلين إلى ليبيا، وهي الأمور التي أزكت الصراع بصورة كبيرة، ودفعت بيأس شديد في صفوف الليبيين.

 

وأوضح السياسي الليبي، محمد العباني، في حديث لـ"نورث برس" أن "الوضع العام في ليبيا من سيء لأسوأ، ولا يمكن في الوقت الحالي التقارب أو الجلوس بين الطرفين"، مستبعداً إمكانية الجنوح إلى طاولة المفاوضات السياسية تحت إشراف دولي في الوقت الحالي أو إحياء العملية السياسية في ليبيا، في ظل التصعيد المستمر بصورة كبيرة خلال الفترات الماضية، ومع حرص كل طرف من طرفي الصراع على مواقفه.

 

وقال العباني، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة التحضيريّة للمؤتمر الليبي الجامع، في معرض تصريحاته لـ "نورث برس"، إن "الموقف العام ازداد تعقيداً، والوضع غير صحيح على الإطلاق، تزداد معه معاناة المواطنين الليبيين (..) وأعتقد بأنه بعد دخول مرتزقة في الحرب وتدخل الدول ازدادت حدة العداء"، في إشارة للتدخلات التركية في ليبيا وأثرها على الوضع الداخلي، ودفع أنقرة بمقاتلين سوريين وأتراك للقتال في ليبيا إلى جوار الفصائل في طرابلس، ضمن دعم تركيا المباشر لحكومة الوفاق.

 

وحول الاجتماع الأوروبي الأخير لمناقشة الوضع في ليبيا والبناء على مخرجات مؤتمر برلين، وهو الاجتماع الذي سبقه اجتماع خماسي ضم مصر واليونان وقبرص وفرنسا ودولة الإمارات، والذي دان مباشرة التدخلات التركية في ليبيا، قال العباني: "أي اجتماعات الآن لا تفيد بشيء عملي سواء في الداخل أو الخارج (..) الطرفان مصران على الحسم".

 

وذكر السياسي الليبي أن "الأمور تشعبت أكثر من اللازم، وليبيا أصبحت ساحة حرب دولية، ولا حل  إلا بخروج طرف ثالث يمكن أن يجمع الطرفين؛ بحيث لا يوجد منتصر ولا مهزوم، من أجل وقف فتيل الحرب، وينضم معه أغلب مؤيدي الطرفين".

 

ولفت رئيس اللجنة التحضيريّة للمؤتمر الليبي الجامع، إلى حالة اليأس التي يعيشها الليبيون، في ظل صعوبة الحياة في ليبيا، حتى أن كثيراً منهم "نادمون على أحداث شباط/ فبراير 2011 وما نتج عنها، بل وينتظرون ويتمنون عودة النظام السابق".

 

وشدد العباني على أن "العشر سنوات الأخيرة من عمر ليبيا كلها مأساة وفقر وحروب"، محملاً التدخلات الخارجية مسؤولية ما صار إليه الوضع في بلاده.