الجيش الليبي يكشف مخططاً لـ "المخابرات التركيّة" لاستهداف المدنيين

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

كشفت القوات المسلحة الليبية، الخميس، تورط تركيا في استهداف المدنيين في ليبيا، من خلال استهداف مناطق مأهولة بالسكان، وذلك بالتنسيق مع من وصفتهم بـ "الميليشيات في ليبيا".

 

وطبقاً لبيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، حصلت "نورث برس" على نسخة منه، كما حصلت على إيضاحات مماثلة من مصدر عسكري ليبي مسؤول، فإن هناك "مخطط تنسيقي واضح تم رصده بين المخابرات التركية والميليشيات في ليبيا، لاستهداف المناطق المأهولة بالسكان، مع محاولة إلصاق التهم بالجيش الليبي لتشويه صورته".

 

ونفت القيادة العامة تنفيذها أي عمليات قصف لمنطقة شارع الزاوية ومحيط مستشفى طرابلس المركزي ومنطقة طريق السور وشارع الجمهورية والمناطق المجاورة  التي سقط عليها قبل قليل وابل من القذائف .

 

وذكرت أن "هدف هذه السياسة التي باتت تنتهجها الميليشيات مؤخرًا بالتنسيق مع المخابرات التركية من خلال تعمد استهداف المدنيين في مناطق مدنية  مأهولة وبعيدة عن أي مرافق عسكرية باتت مفضوحة لاستجداء تدخل عسكري أكبر من أردوغان ومنحه مبررًا للتدخل بحجة حماية المدنيين".

 

كما ذكرت أيضاً أن هدف ذلك المخطط من جهة أخرى هو "تأليب الشارع في طرابلس ضد القوات المسلحة من جهة أخرى بهدف استقطاب عدد أكبر من المقاتلين بسبب عزوف شباب العاصمة عن القتال مع الميليشيات وفرار وموت عدد كبير من الميليشيات السورية وامتناع عدد آخر عن التوجه من شمال سوريا إلى ليبيا".

 

وفي السياق، تحدثت مصادر ميدانية لـ "نورث برس"، عن الوضع الحالي في مدينة ترهونة الاستراتيجية -التي سعت تركيا رفقة حكومة الوفاق والميليشيات إلى السيطرة عليها عقب تصعيد عسكري واسع خلال الأسابيع الماضية.

 

وذكرت المصادر المتطابقة أن "المدنة -وبعد تواصل القصف التركي- لا تزال تعاني من نقص شديد في إمدادات الوقود، وذلك بسبب قيام الطيران التركي باستهداف شاحنات الوقود بصفة خاصة، ما جعل المدينة تفتقد لإمدادات الغاز والوقود، في الوقت الذي تحسنت فيه أمور الكهرباء والمياه تدريجياً" بينما يواصل الطيران التركي استهداف ترهونة التي تبعد عن العاصمة طرابلس بـ/88/ كم إلى الجنوب الشرقي.

 

وميدانياً أيضاً، تواصل حكومة الوفاق والميليشيات مدعومة من تركيا، قصف قاعدة الوطية الاستراتيجية بالطيران المسير، بعد أكثر من /57/ غارة جوية، تمكنت -ليلة أمس ولأول مرة منذ ثمانية أشهر- من استهداف عمق القوات المسلحة الليبية، و"تدمير غرفة عمليات التشويش على الطيران المسير التابع للجيش الليبي"، طبقاً لمصادر ميدانية.  

 

وفي سياق متصل، دعا رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي، يوسف العقوري، إلى "ضرورة أن تتوقف تركيا عن التدخل في شؤون ليبيا وجلب المرتزقة والسلاح".

 

وشدد على أن ما تفعله تركيا يمثل "انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن، وهو ما تسبب في تصعيد خطير للعنف، ويهدد استقرار المنطقة بأكملها".

 

وأكد -في بيان له- ضرورة الالتزام بنتائج مؤتمر برلين والعمل نحو حل سياسي شامل للأزمة الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة ، كما جدد الدعوة للالتزام بالهدنة في شهر رمضان وإعطاء الفرصة لجهود الإغاثة الإنسانية.