القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
تشهد الأراضي الليبية تصعيداً متواصلاً بين طرفي الصراع، حكومة الوفاق المسيطرة على العاصمة طرابلس والمدعومة من تركيا والميلشيات المسلحة من جهة، وبين الجيش الليبي من جهة أخرى، في أعقاب سلسلة من التطورات السياسية والميدانية التي عززت من التصعيد خلال الفترة الحالية.
وأسهمت التطورات السياسية والميدانية بالملف الليبي، في شهر نيسان/ أبريل الماضي، في زيادة التصعيد وتأزيم الأوضاع، في وقت تتواصل فيه التدخلات التركية المباشرة لدعم الوفاق.
ومن بين أبرز تلك التطورات إعلان قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر عن إسقاط اتفاق الصخيرات المنظم للعملية السياسية في ليبيا، في الوقت الذي شنت فيه تركيا والميليشيات هجمات متتالية للسيطر على مدينة ترهونة الاستراتيجية، والتي يسيطر عليها الجيش الليبي، وتبعد حوالي /90/ كيلومتراً جنوب طرابلس.
وصعدت تلك التطورات في حلقات المواجهة بين الطرفين، فأطلق الجيش الليبي عملية "طيور الأبابيل" الهادفة لـ"استعادة العاصمة طرابلس من قبضة الميلشيات" طبقاً لإعلان الجيش الليبي.
وقال مصدر عسكري ليبي مسؤول في تصريح مقتضب لـ "نورث برس"، إن "العملية تستهدف الوجود التركي في ليبيا بصفة خاصة، وأن أي عنصر تركي سيكون هدفاً من خلال تلك العملية الهادفة إلى استعادة ليبيا من براثن التدخلات التركية ومن سيطرة الميلشيات على طرابلس".
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً الأحد، هددت فيه باستهداف الجيش الليبي في كل مكان، وقالت في البيان إن تركيا تعتبر قوات خليفة حفتر "أهدافاً مشروعة" حال استمرارها (القوات الليبية) في استهداف مصالح تركيا في ليبيا وبعثاتها الدبلوماسية.
وتواصل تركيا دعم الميلشيات في طرابلس بالمقاتلين، ووصلت مؤخراً دفعة جديدة من تركيا إلى ليبيا، ليصل إجمالي عدد المقاتلين الذين وصلوا لليبيا إلى /8250/ بالإضافة إلى /3300/ مجند وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب، طبقاً لبيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مواصلة العمليات
وفيما نفى الجيش الليبي استهداف السفارات، واصلت قوات الجيش الليبي عملياتها ضمن عملية "طيور الأبابيل" وأسفرت عن عددٍ من الخسائر بصفوف الجانب التركي، من بينها تمكن الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة من القيام بعملية نوعية من ساعات الفجر الأولى ليوم الأحد الماضي، بمحور عين زاره، استهدفت من خلالها قائد الفيلق الثاني المدعو محمد هنداوي، وهو أحد المقاتلين الذين دفعت بهم تركيا إلى ساحات الحرب في ليبيا، وقد حقّقت العملية النوعية هدفها بنجاح وقامت بقتل قائد الفيلق الثاني.
كما استهدفت منصات الدفاع الجوي بالقوات المُسلحة العربية الليبية طائرة تركية مُسيّرة أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية، وتمكنت من إسقاطها في جنوب العاصمة طرابلس، طبقاً لما أعلنته شعبة الإعلام الحربي الليبي التابعة للجيش الوطني الليبي.
وضمن العملية، شنّت مقاتلات سلاح الجو بالقوات المُسلحة العربية الليبية سلسلة من الغارات الجوية، استهدفت من خلالها عدداً من المواقع بمناطق مختلفة، تضمنت استهداف تمركزات للمجموعات، وأخرى لمخازن الأسلحة والذخائر ، بالإضافة لعددٍ من الضربات الجوية داخل مزارع خُصصت لتكون مواقعاً لهذه المجموعات، وفق بيانات الجيش الليبي.
مصير محتوم
وحذر الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، في بيان شاركه عبر صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"، كلاً من (التكفيريين المتطرفين، والمليشيات الإجرامية، والمرتزقة المقاتلين التكفيريين الأجانب، والغزاة الأتراك) على حد وصفه، من مصير محتوم. وقال: "لم يبق لكم مزيد من الوقت وما ترونه من تطورات في العملية الهجومية للقوات المسلحة العربية الليبية لن تتوقف إلا بالقضاء عليكم وكسر قرنكم وإسقاط مشروع أردوغان المتطرف..استغلوا ما تبقى من عقولكم وتشاورا مع ضمائركم وفكروا وانقذوا أنفسك"، مشيراً إلى عملية "طيور الأبابيل" الهادفة لاستعادة العاصمة والقضاء على الوجود التركي.
وحققت قوات الجيش الليبي تقدمات على محاور غرب العزيزية ومحاور الهضبة وأبو سليم وصلاح الدين وعين زارة جنوبي العاصمة طرابلـس. وفي السياق، ارتفع عددالقتلى بصفوف المقاتلين السوريين المدعومين من تركيا في ليبيا إلى /279/ شخصاً (من بينهم /13/ طفلاً)، طبقاً لأحدث إحصائية صادرة عن المرصد السوري.
ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه التحركات التركية "المشبوهة" على حد وصف المسماري، والذي قال إنه تم رصد "تحركات مشبوهة داخل تونس"، مشيراً إلى أن طائرات تركية وقطرية تهبط بشكل متزايد جداً في تونس. وكانت قوى وأحزاب سياسية تونسية قد حذرت من استخدام تونس كمحطة لنقل الدعم التركي لطرف من أطراف الصراع في ليبيا، وطالبت بوقوف تونس على الحياد.