كاتب ليبي يعدد أسباب التدخل العسكرية التركي في ليبيا

اسطنبول ـ نورث برس

 

تواصل تركيا وضع كامل ثقلها في التدخل لدعم طرف على حساب طرف آخر في الحرب الدائرة في ليبيا، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب القريبة والبعيدة لهذا التدخل الذي يشابه في سيناريوهاته التدخل التركي في سوريا.

 

وفي هذا الصدد قال الكاتب والصحفي من بنغازي الليبية "سالم العبيدي" لـ "نورث برس"، إن التدخل التركي موجود في ليبيا منذ 2014 لدعم الميليشيات المسلحة المتحالفة مع التنظيمات الإرهابية التي كانت تقاتل الجيش الليبي في بنغازي ودرنه، ولكن وجودها كان غير معلن، إذ تقوم بتزويدهم بالذخائر والأسلحة ولم يتوقف تدفقها حتى يومنا هذا. "ولكن ما زاد الأمر خطورة هو الإعلان والاتفاقية التي وقعها السيد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي مع الحكومة التركية".

 

أسباب التدخل

 

وأشار "العبيد" إلى عدد من الأسباب التي تقف وراء التدخل التركي في ليبيا وقال إن "تركيا لديها أطماع بالمتوسط وتريد توسيع مصالحها في ليبيا، وفي حال سيطر الجيش الليبي فالشركات التركية التي تعمل في ليبيا لن تعود من جديد بسبب دعمهم للتنظيمات الإرهابية وأردوغان يعي ذلك جيداً.

 

وتابع، أن من أهم الأسباب أيضاً، أن "أردوغان يعمل على التخلص من المقاتلين السوريين الذين باتوا عالة على تركيا، حيث يتم جرهم للقتال في ليبيا بعد سيطرة الحكومة السورية، وفي جميع الأحوال لديه الكثير من النقاط للتخلص من المقاتلين السوريين المواليين لتركيا".

 

وأوضح "العبيد" فيما يتعلق بمسألة زج تركيا للمقاتلين السورين في الحرب بليبيا أنه "لماذا يدعم أردوغان الحرب في ليبيا بمقاتلين سوريين ويكتفي فقط بوجود الضباط الأتراك في غرف العمليات فقط؟ والسبب أن ضباطاً أتراكاً قتلوا في قصف ميناء طرابلس البحري منتصف شباط/فبراير الماضي، ولكن غالبية القتلى من السوريين، فهو يريد التخلص من المقاتلين المواليين لتركيا".

 

وكانت وكالات الإعلام التركية نقلت بنود الاتفاق (التركي ـ الليبي) الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، ومن أهمها "السيادة على المناطق البحرية بما يهدف لحماية حقوق البلدين ضمن حدود القانون الدولي".

 

توسيع نفوذ

 

وفي هذا الجانب قال "العبيد" إن "تركيا كغيرها من الدول تريد توسيع نفوذها الدولي في منطقه المتوسط، فلا يخفى على أحد أن الصراع في ليبيا ليس محلي فقط بل إقليمي، وأطماع تركيا واضحة وأعلنت عنها بدعمها لأحد طرفي النزاع، فضلا عن الاتفاقية التي وقعتها حكومة السراج، وبالتالي الحرب لا تزال في بدايتها ولن تتوقف ولا توجد حلول تلوح في الأفق إلى حين إشعار آخر، وربما ستستمر لعام أو عامين آخرين".

 

ورأى أن "تركيا تحلم بتواجد قاعدة لها بشمال إفريقيا فالمجتمع المدني في مصر وتونس مجتمع واعٍ،  فضلا عن عدم وجود انقسام سياسي أو حروب بعكس ليبيا، كما أن أردوغان يريد العودة للدولة العثمانية وقد تحدث في أكثر من مناسبة عن الدولة العثمانية".

 

وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس "حكومة الوفاق الوطني الليبية" فائز السراج، مذكرتي تحديد الحدود البحرية والتعاون الأمني المشترك، دخلتا حيز التنفيذ بعد مصادقة البرلمان التركي عليهما.

 

الحرب لن تتوقف

 

ورأى "العبيد" أنه "سواء تدخلت تركيا أو غيرها فالحرب لن تتوقف ولن يكون هناك أي وفاق طالما كل المبادرات واللقاءات لم تشمل ملف الترتيبات الأمنية وحل الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها.

 

وبالتالي إعلان تركيا للمرة الثانية تدخلها "لن يثن الجيش ولا الليبيين عن القتال، وإعلانها هذا يدل على عجزها على حسم الموقف، فقد رأينا إعلان أردوغان دعمه وتدخله في الشأن الليبي ودعمه لأحد أطراف النزاع، وهذا سيجعل من لا يحمل السلاح يقرر أن يحمله لقتالهم"، بحسب "العبيد".

 

وفي 2 كانون الثاني/يناير الماضي، نقلت الوكالات الإعلامية التركية أن "البرلمان التركي أقر في جلسة طارئة، إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وذلك بناء على مذكرة التفاهم الأمني التركية الليبية، وطلب من "حكومة الوفاق الليبية" دعماً عسكرياً من تركيا".

 

والاثنين، قال أردوغان في خطاب نقلته وسائل الإعلام التركية الرسمية، إن "قادمات الأيام ستحمل بشرى سارة من ليبيا"، من دون أن يوضح تفاصيل أكثر.

 

وفي هذا الصدد قال "العبيد"، إنه "إذا كان يريد إرسال بشرى سارة عليه ترك ليبيا وشأنها، وأن لا يتدخل في الشأن الليبي، فكل الفارين من ليبيا يتواجدون بتركيا يدعمهم منذ البداية، وإعلانه هذا أراه تحريك للمياه الراكدة فقط، فتدخله السابق لم يفِ بالغرض".

 

ومؤخراً أعلنت تركيا عن تدخلها الواضح عسكرياً، خاصة في المعركة التي أطلقتها "حكومة الوفاق الوطني الليبية" في 18 نيسان/أبريل الماضي، للسيطرة على مدينة "ترهونة" (نحو 88 كلم عن العاصمة الليبيبة طرابلس)، وإبعاد  قوات "خليفة حفتر" عنها وعن غيرها من المناطق التي يتواجد فيها.