بالأرقام والأحداث.. تاريخ طويل من الهجمات المسلحة في شهر رمضان منذ 2001
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
تكثف التنظيمات المسلحة نشاطها خلال شهر رمضان من كل عام، وذلك منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
وذكرت دراسة حديثة لمرصد الفتاوى التفكيرية والآراء المتشددة التابع للإفتاء المصرية (مرصد رسمي)، أمس الأحد، حصلت "نورث برس" على نسخة منها، أن التنظيمات المسلحة وبشكل خاص منذ أحداث /11/ أيلول /سبتمبر، "ما فتئت تكثف نشاطها الدموي خلال شهر رمضان، وتحويل مناسبة الشهر الكريم إلى برك من الدماء".
وجاءت الدراسة في أعقاب مقتل /10/ من القوات المسلحة المصرية، من بينهم ضابط وصف ضابط، في تفجير بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء، قبيل أيام قليلة، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن العملية.
أبرز العمليات
ورصد تقرير المرصد أبرز الهجمات المسلحة التي تمت خلال شهر رمضان، منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، منها تفجير الكرادة في العاصمة العراقية في بغداد والذي أدى إلى مقتل أكثر من /300/ شخص، وتفجير سوسة في تونس والذي راح ضحيته /39/ سائحًا، وتفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت والذي قتل فيه /26/ مصلياً.
وأشار تقرير المرصد إلى نتائج دراسة أجنبية، حلل الباحثون خلالها /25،360/ هجومًا مسلحاً منذ 11 أيلول/سبتمبر من قبل /81/ منظمة "إرهابية"، باستخدام بيانات من قاعدة بيانات الإرهاب العالم (GTD)، وأفضت إلى أن عدد الهجمات خلال شهر رمضان بين عامي 2001 و2011 أقل أو يساوي تقريباً المتوسط السنوي.
فيما أخذ منحنى العمليات في التزايد والتضاعف بدءًا من 2012 حيث كان رمضان أكثر عنفا في كثير من الأحيان من بقية العام، فيما يعد رمضان عامي (2013، 2014) أعلى من حيث عدد الهجمات، فيما وصلت ذروة العمليات خلال رمضان في عام 2014 تزامنا مع إعلان تنظيم "الدولة" خلافته خلال رمضان من ذلك العام.
تنظيم "الدولة الإسلامية"
وأكد المرصد على أن ظهور وصعود تنظيم "الدولة" مثَّل نقطة تحول كبيرة في مؤشرات "الإرهاب" بصفة عامة، وبمؤشر العمليات "الإرهابية" خلال رمضان بشكل خاص، فهو التنظيم الذي اختار من رمضان تاريخاً لإعلان سيطرته على الموصل العراقية وتأسيس "خلافته المزعومة" ومنها انطلق في السيطرة على معظم الأراضي العراقية والسورية.
كما كانت دعوة "أبو محمد العدناني" الناطق آنذاك باسم التنظيم في العام 2015 و2016 إلى جعل رمضان "شهر الغزو والجهاد"، فيما عملت أداة التنظيم الترويجية والإعلامية للحشد لتنفيذ تلك العمليات خلال شهر رمضان المعظم.
وتابع المرصد في تقريره: "العمليات الإرهابية خلال شهر رمضان تندرج ضمن ما يسمى بالإرهاب الموسمي، حيث دائما ما تسعى الجماعات الإرهابية والمسلحة إلى تنفيذ عملياتها خلال المناسبات مثل الأعياد والاحتفالات، خاصة تلك التي تتسم بالبعد الجماهيري الواسع والتجمعات الضخمة أو تلك التي لها بعد ديني واجتماعي، وهي عمليات غالبا ما تسعى للحصول على ترويج إعلامي ودعائي بشكل كبير، كما أن لها أبعاد في عمليات التجنيد".
ومع ذلك تبقى مؤشرات "الإرهاب" في رمضان غير منفصلة عن بقية مؤشرات السنة "ولكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بها من حيث حالة الخمول والاضطراب التي تمر بها التنظيمات أو حالة النشاط الإرهابي"، على حد نص التقرير.
وتابع المرصد: "العمليات خلال الشهر الكريم في مصر تأتي في سياق المؤشر العالمي والإقليمي للعمليات الإرهابية خلال تلك الفترة، ومن أبرز عمليات الغدر التي تمت في مصر (هجوم رفح 2012، هجوم رفح 2013، حادثة الفرافرة 2014، حوادث 2015، اغتيال النائب العام هشام بركات 2015).