إفريقيا.. إصابات متزايدة بفيروس "كورونا" تدق ناقوس الخطر
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
شهدت القارة الإفريقية منذ بداية شهر نيسان/أبريل الماضي، وعلى نحو مفاجئ عما كانت عليه من قبل ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس "كورونا".
ومُذ تحوّل فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد- 19) بعد انطلاقته من مدينة ووهان الصينية، إلى جائحة كبرى عمّت العالم بأسره، بزغت قارة أفريقيا كأقل المناطق الجغفرافية تأثراً بالفيروس -بشكل نسبي- مقارنة بالقارات الأخرى، ما كان محركاً لتحليلات علمية ربطت بعضها بين مناخ القارة الحار وانتشار الفيروس، وكذلك بين المعدلات العمرية بالقارة.
وارتفعت معدلات الإصابة بالفيروس في إفريقيا بنسبة /37/ في المئة خلال الأسبوع الماضي وحده، طبقاً لبيانات صادرة عن المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "ACDC". فيما يُتوقع أن يصل إجمالي عدد المصابين بالفيروس في القارة السمراء إلى /450/ ألف شخص خلال شهر آيار /مايو الجاري، طبقاً لتقرير للمدرسة البريطانية للوقاية والطب الاستوائي، حذر من تحوّل القارة إلى بؤرة جديدة لانتشار وتفشي الفيروس.
وبتحليل إحصاءات موقع "Worldometers" الخاص بمعدلات الإصابات والوفيات وحالات التعافي من الفيروس حول العالم، يظهر أن القارة الإفريقية وحتى يوم الأربعاء 29 نيسان/أبريل 2020، قفز العدد الإجمالي للحالات المصابة بفيروس "كورونا" المستجد فيها إلى /37.692/ حالة تقريباً، وبلغ إجمالي الحالات الجديدة في اليوم نفسه نحو /2.017/ حالة. فيما بلغ عدد الوفيات في إفريقيا /1.592/، فيما بلغ عدد حالات الشفاء /12.630/ حالة.
ويتصدر جنوب إفريقيا القائمة كأعلى المعدلات إصابة في القارة بواقع /5.350/ إصابة، تليها مصر بـ/5268/ إصابة، ثم المغرب بـ/4.321/ إصابة، والجزائر بـ/3.848/ إصابة، ثم الكاميرون بـ/1.832/ إصابة، ونيجيريا /1.728/ إصابة، ثم غانا وغينيا وساحل العاج، ثم جيبوتي، بينما لم تكسر باقي الدول الإفريقية حاجز الألف إصابة بعد، يتقدمها تونس بـ /980/ إصابة، حتى يوم الأربعاء الماضي.
وطبقاً لأحدث تقارير المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإنه على رغم التزايد الملحوظ في قدرات دول القارة في إجراء اختبارات فيروس "كورونا"، إلا أنه في الوقت ذاته هناك نقص في أجهزة الاختبار.
وفي وقت سابق، قال مدير برنامج الاستجابة الطارئة لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، ميشيل ياو، إن بعض البلدان الإفريقية ليست لديها إمكانيات السيطرة على الفيروس بشكل مناسب في الفترة الحالية، وتتحول إلى دول ناقلة للفيروس، مشيراً إلى "تأخر" معالجة ذلك الوضع داخل تلك الدول.
وفي 18 نيسان/أبريل، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن توقعاتها بخصوص ارتفاع معدلات الإصابة في القارة، بعد أن سجلت حينها زيادة بنحو /50/ في المئة بالإصابات خلال أسبوع.
وشكك مدير المنظمة تيدروس غيبريسوس، في دقة الأرقام المعلنة بخصوص حجم الإصابات، قائلاً، إن "النسب الحقيقية قد تكون أعلى من النسب المعلنة".
ويعزز من خطورة الوضع في إفريقيا، العديد من المشاكل التي تعاني منها القارة، ذلك أن نحو /25/ في المئة من سكان القارة يعيشون تحت خط الفقر، وترتفع معدلات سوء التغذية هناك، ما يرفع سقف التحديات فيما يتعلق بمكافحة الفيروس.
وقالت دراسة صادرة عن المركز "المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية"، إن البعض تحدث عن انخفاض المعدلات العمرية بالقارة، باعتباره فرصة لانخفاض عدد الوفيات والإصابات فيها بالفيروس مقارنة بالقارة العجوز "أوروبا". لكنّ الدراسة لفتت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض متوطنة، وأمراض نقص المناعة، هم في خطر أعلى.
ويعيش في إفريقيا حوالي /26/ مليون، مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب، كما يشكل المصابون بالمرض من دول إفريقيا جنوب الصحراء /70/ في المئة من المصابين عالميًّا، كما تضم القارة /25/ في المئة من الحالات الجديدة للإصابة بالدرن عالميًّا.
ويعاني أكثر من /58/ مليون طفل من توقف النمو بسبب سوء التغذية، لذلك لن يشفع للقارة الإفريقية كون معظم سكانها من الشباب، بل من الممكن أن تكون في خطر أكثر من أجزاء أخرى من العالم نظرًا لتردي الأوضاع الصحية لسكانها.