بمساعدة تركية وقطرية.. وساطة ألمانية ـ مصرية لإنضاج صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

كشفت مصادر مختصة بالشأن العسكري الإسرائيلي، الأربعاء، عن إحراز تقدم في ملف تبادل "الأسرى" مع حماس، مشيرة إلى وجود دور فعال لوساطة ألمانية ومصرية بهذا الصدد، بينما تقوم تركيا وقطر بدور ميسر.

 

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، اجتماعًا عبر الهاتف بشأن الجنود الإسرائيليين "الأسرى" والمفقودين في قطاع غزة، وفق ما أفادت القناة العبرية الثالثة عشرة.

 

وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن هذا أول اجتماع للجنة الوزارية الإسرائيلية المختصة بملف الجنود "الأسرى" لدى كتائب القسام في غزة.

 

وكشفت القناة النقاب عن أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين في إسرائيل، يارون بلوم، تحدث مع عائلتي الجنديين غولدين وشاؤول، وأبلغهم بأن إسرائيل تجري محادثات مع حركة حماس عبر وسيط بشأن إعادة "الأسرى".

 

الواقع، أن هذا أول إعلان إسرائيلي رسمي بوجود هذه الاتصالات.

 

وحاولت وكالة "نورث برس" الوصول لأي معلومات تفصيلية حول ما يجري في هذا الملف، لكن القيادي في حماس حماد الرقب رفض التعليق مكتفياً بالقول إنه "لا يعلم ما يجري في مفاوضات سرية، وهناك لجنة ضيقة في الحركة على علم بما يجري".

 

غير أنّ مصادر مختصة بالشأن العسكري الإسرائيلي، أفادت لـ"نورث برس" أن هناك تقدماً في ملف التبادل لكن إنجاز الصفقة يحتاج إلى وقت، معتبرة أن ثمة تقارب في موقفي "حماس" وإسرائيل من حيث المبدأ العام، ولكن هناك تباين بينهما بشأن فئات "الأسرى" وأعدادهم في أي صفقة بالملف.

 

وتشير المصادر إلى وجود دور فعال لوساطة ألمانية ومصرية بهذا الصدد في هذه الأثناء، بينما تقوم قطر وتركيا بدور مُيسّر.

 

من جهته، اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشه في حديث لـ"نورث برس" أن الإعلان الرسمي الإسرائيلي عن وجود هذه الاتصالات غير المباشرة مع حماس، تخفي "شيئاً جدّياً وجديداً" يجري وراء الكواليس.

 

ويتابع منشه "لمصلحة الطرفين حل أزمة طال أمدها أكثر من خمس سنوات".

 

ويشير إلى عاملين رئيسيين في التقدم بهذا الملف؛ أولاً الوساطة المصرية وغيرها من الوساطات، والثانية جائحة "كورونا" التي تحتم تعاوناً بين إسرائيل والأطراف الفلسطينية سواء السلطة في الضفة الغربية وحماس في غزة لمواجهة الوباء. وبالتالي فإن إبرام صفقة للتبادل من شأنها أن تدعم هذا التعاون الإنساني لأنه مصلحة للطرفين.

 

وحول ما إذا كان بالإمكان إبرام صفقة في القريب، قال منشة إنه "من الصعب التخمين بعقد صفقة قريبة ولكن الإجراءات والمفاوضات غير المباشرة قائمة على قدم وساق. وطبعاً، الوصول إلى نتيجة هو مصلحة حماس وإسرائيل التي تعهدت لذوي المختطفين الموجودين في غزة بأنها تبذل جهداً لتحقيق الهدف".

 

ويعتبر المحلل الإسرائيلي إن ثمة خطوات إلى الأمام في هذه الصفقة مقارنة بما جرى من وساطات وجهود خلال السنين الخمس الماضية.

 

ويضيف "يمكن القول إن هناك حالياً جهوداً أكثر جدية والأمل أن يؤدي ذلك لنتيجة إيجابية حتمية".

 

وفي 17 من الشهر الجاري، كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، عن عدد الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة والبالغ أربعة.

 

وكان قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار أعلن مطلع الشهر الجاري عن مبادرة جديدة بشأن صفقة التبادل، أعرب فيها عن استعداد حركته لتقديم تنازل جزئي في موضوع الجنود "الأسرى" مقابل إفراج إسرائيل عن "الأسرى" كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة "كورونا"، كما جاء على لسانه.