القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
كشف مرصد مصري مختص في رصد نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" والتنظيمات "المتشددة"، عن استراتيجية جديدة يتبناها التنظيم لاستهداف مناطق غير متوقعة.
وحصلت "نورث برس عن نسخة من التقرير الصادر عن مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة"، (مرصد رسمي)، يتحدث عن اتجاه التنظيم إلى تصعيد عملياته في مناطق جديدة مختلفة لم تكن موضوعة على رادار تنظيم "الدولة" خلال الفترات الماضية، ومنها "جزر المالديف" والتي يستهدفها التنظيم بما يسمى بـ"عمليات الذئاب المنفردة" التي تدين بالولاء للتنظيم هناك.
وعلى رغم صغر حجم الجزر فإنها -طبقاً لنص تقرير المرصد- تعد أرضًا خصبة لـ"الجماعات الإرهابية"، وهذا يعود إلى انتشار عناصر تؤيد تنظيم القاعدة وجماعة عسكر طيبة الباكستانية.
ومع تصاعد العنف في سوريا بداية من عام 2013 سافر ما يتراوح بين /50/ و /100/ شخص إلى سوريا وانضموا إلى تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، إضافة إلى "الجيش السوري الحر".
وأوضحت تقارير أن جزر المالديف كانت من بين أربعة دول في جنوب آسيا من المحتمل أن ينضم عناصر منها إلى تنظيم "داعش" حيث قدر عدد من سافروا بعد ذلك من جزر المالديف إلى سوريا والعراق نحو /200/ شخص وذلك عام 2015.
وهناك تقارير أشارت إلى تصاعد هذا العدد إلى /500/ شخص وهو عدد كبير حيث أن عدد المجتمع المالديفي لا يزيد عن أربعمائة ألف نسمة، وفق تقرير المرصد.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، خالد زعفراني، مدير مرصد "مراجعات الإسلام السياسي بالقاهرة"، إن "تنظيم (داعش) تلقى ضربات جذرية مفصلية في كل من سوريا والعراق أفقدته إمبراطوريته، ومنذ ذلك الحين شرع في محاولة إيجاد مواطن بديلة، يعمل من خلالها على إعادة بناء نفسه من جديد".
وتابع: "تلك المحاولات يتم من خلالها استخدام أذرع التنظيم وخلاياه النائمة من أجل إثبات الوجود ومحاولة إظهار أن التنظيم لا يزال باقياً".
ويضيف، أن جميع تلك المحاولات "تكشف مدى ضعف التنظيم بصورة كبيرة، ذلك أنه يعتمد على العمليات الخاطفة من خلال ما يعرف باستراتيجية الذئاب المنفردة، لإثارة البلبلة ومحاولة تحقيق أكبر قدر من المكاسب الخاصة من خلال تلك العمليات".
وطبقاً للزعفراني، فإن "التنظيم يحاول أن يتجه إلى تنفيذ تلك العمليات في أي مكان يتواجد به عناصره وخلاياه النائمة من خلال عمليات خاطفة وفردية.. وينشط بشكل خاص في قارة أفريقيا، لاسيما في غرب القارة.. ويحاول أن يستخدم أذرعه في مختلف أنحاء العالم.. لكن تلك العمليات لا تعني أن التنظيم باستطاعته أن يعود كما كان، ولا تخفي حقيقة هزيمته وضعفه الشديد".
ونشرت معرفات التنظيم مؤخراً إصداراً جديداً يتحدث فيه مجموعة من عناصره عن استهداف السياحة في جزر المالديف.
وفي شهر شباط /فبراير الماضي شن التنظيم هجوماً قتل فيه /3/ سائحين.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم "الإرهابي" الذي استهدف فيه زوارق تابعة للحكومة المالديفية، حيث أعلن أن العملية تمت بواسطة القنابل الحارقة.